فقلت : فإلى من تفزع الشيعة؟ قالت : إلى الجدّة أُمّ أبي محمّد عليهالسلام ، فقلت لها : اقتدى بمن في وصيّته إلى امرأة؟ فقالت : اقتداء بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، إنّ الحسين بن علي أوصى إلى أخته زينب بنت علي بن أبي طالب في الظاهر ، وكان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم ، ينسب إلى زينب بنت علي ، ستراً عليه (١).
ومن مواقفها عليهاالسلام ما رواه الشيخ المفيد : من أنّ عائشة كتبت من البصرة إلى حفصة ، تخبرها بنزول علي عليهالسلام بذي قار مستهزئة بجيشه ، فجمعت حفصة الصبيان ، وأعطت جواريها دفوفاً ، وأمرتهن أن يضربن الدفوف ، ويقلن :
ما الخبر ما الخبر علي في كالأشقر |
|
إن تقدّم نحر وإن تأخّر عقر |
فخرجت زينب عليهاالسلام متنكرة ، مستصحبة جواريها متخفرات ، فدخلت عليهن ، فلمّا رأت ما هن فيه من العبث والسفه ، كشفت نقابها وأبرزت وجهها ، ثمّ قالت : ( إن تظاهرتِ وأختك على أمير المؤمنين ، فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله صلىاللهعليهوآله من قبل ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيكما ما أنزل ، والله من وراء حربكما ) ، فانكسرت حفصة ، وأظهرت خجلاً ، وقالت : إنّهن فعلن هذا بجهل ، وفرّقتهن في الحال ، فانصرفن من المكان (٢).
هذه نبذة مختصرة ، وإلاّ فتسليط الضوء على مواقفها يحتاج إلى كتب ومؤلّفات.
( أُمّ مهدي ـ السعودية ـ .... )
س : نعلم بأنّ السيّدة زينب عليهاالسلام بعد خروجها من المدينة ، ذهبت إلى
____________
١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٥٠١ ، الغيبة للشيخ الطوسيّ : ٢٣٠.
٢ ـ الكافئة : ١٦.