وعباده ، فالعلم والمعرفة التامّة قد أودعها عندهم ، فهم السبيل والصراط إلى الله تعالى.
وبالجملة ، فهنا مرحلتان : إحداهما : من معرفة البارئ إلى معرفة الإمام عليهالسلام ، وهذه هي المعرفة الإجمالية.
وثانيهما : من معرفة الإمام عليهالسلام إلى معرفة الله تعالى ، وهذه هي المعرفة التفصيلية.
فلو نظرنا إلى الأحاديث والروايات الواردة في العقائد والمعارف الإلهيّة ، لخرجنا بهذه النتيجة ؛ فإنّ منها ما تشير إلى المعرفة الإجمالية ، ومنها ما تدلّ على المعرفة التفصيلية.
وممّا ذكرنا يظهر أنّ الدعاء المذكور هو في مقام تبيين وتوضيح المرحلة الأُولى من المعرفة ، وهي المعرفة الإجمالية.
( حسن رضائي ـ ... ـ ..... )
س : يقول مخالفوا أهل البيت : بأنّ الشيعة مشركون ؛ لأنّهم يدعون من غير الله ، ويطلبون حوائجهم من أئمّتهم ، فما هو الجواب؟
ج : إنّ الدعاء في مراقد أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وطلب قضاء الحاجة منهم ، يتصوّر على نحوين :
١ ـ تارة نطلب من الله بحقّهم عليهمالسلام أن يقضي حوائجنا.
٢ ـ وتارة نطلب من الإمام عليهالسلام أن يطلب من الله قضاء حوائجنا.
قال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) (١).
وقال تعالى حكاية عن أولاد يعقوب عليهالسلام : ( قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
____________
١ ـ النساء : ٦٤.