وبالجملة : فمنع عمر كان سبباً سلبيّاً في الموضوع بدون شكّ.
وأمّا الآية الشريفة ، فتشير إلى قضية الإبلاغ في غدير خم ، إذ كان الأمر هناك مطلقاً ، وبدون تعليق على شرط أو قيد ؛ وحتّى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يخشى من ارتداد الناس ، وعدم قبولهم للحقّ ، فجاء الوحي لدفع هذا الاحتمال ، فكان الأمر كما أراده الله تعالى.
فظهر ممّا ذكرنا : أنّ موضوع الإبلاغ في الغدير يختلف عن موضوع كتابة الوصية ، باختلاف نوعية الأمر النازل على النبيّ صلىاللهعليهوآله.
( حسين الثابت ـ السعودية ـ ٤٠ سنة ـ خرّيج ثانوية )
س : كيف سكت المسلمون عندما سمعوا من عمر كلمة يهجر؟ هل هؤلاء لم يكونوا مسلمين؟ أم إسلامهم بالقول فقط؟ وإذا كانوا بهذا المستوى ، من الذي بنى أمجاد الإسلام؟ أليس هم هؤلاء المسلمين؟ وكيف رضخوا بالأمر الواقع؟ هل خوفاً من عمر؟ أم أنّ في الأمر سرّاً؟ خصوصاً إذا علمنا أنّ الإسلام انتصر بالسيف ، ووصل إلى جميع بقاع الدنيا ـ كما نقرأ في التاريخ ـ وهناك أحداث سياسية مضطربة في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله ، كيف نوفّق بين هذا وهذا؟
هل لا يوجد تناقض بين الأمرين؟ خصوصاً أنّ المسلمين دائماً ما يفتخرون بإنجازاتهم وبطولاتهم التي ملأت الخافقين ، نرجو الإيضاح ، وكيف قبل المسلمون خلافة أبي بكر؟ رغم أنّه غير موصى به من قبل الرسول صلىاللهعليهوآله ، هل المسلمون قبلوا ذلك رغماً عنهم؟ أم أنّ ذلك مؤامرة منهم؟ وأين الأغلبية منهم؟ والأبطال الذين مدحهم الرسول في حياته صلىاللهعليهوآله؟
ج : لم يثبت لدينا أنّ المسلمين بأجمعهم قد سمعوا كلمة عمر ، بل سمعها الحاضرون عند النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ نقل هذا الخبر والحادث بواسطة هؤلاء إلى الآخرين ، فوصل إلينا.
وبما أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله قد نهاهم من التشاجر والخلاف عنده ، حصل نوع من