( أحمد ـ ... ـ ..... )
س : نحن عندما نحتجّ على أهل السنّة في نزول آية الإنذار ، أو حديث الدار ، يقولون : بأنّ البخاريّ روى عن ابن عباس قال : لمّا نزلت : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) (١) صعد النبيّ صلىاللهعليهوآله على الصفا ، فجعل ينادي : يا بني فهر ، يا بني عديّ ، لبطون قريش حتّى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش ، فقال : ( أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي )؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلاّ صدقاً.
قال : ( فإنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) ، فقال أبو لهب : تبّاً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فنزلت : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ) (٢) ، فما رأيكم في هذا الكلام؟ ودمتم سالمين.
ج : صحيح أنّ هذه الرواية وردت في صحيح البخاريّ عن ابن عباس ، ولكنّها رواية ساقطة عن الحجّية ، لأنّ ابن عباس إنّما أسلم بالمدينة ، وهذه القصّة كانت بمكّة ، وكان ابن عباس يومئذ إمّا لم يولد ، وإمّا طفلاً ، كما صرّح بذلك شرّاح صحيح البخاريّ ـ كالقسطلانيّ في ( إرشاد الساري ) ، والعسقلانيّ في
____________
١ ـ الشعراء : ٢١٤.
٢ ـ المسد : ١ ـ ٢ ، صحيح البخاريّ ٦ / ١٦.