وبالجملة : فإنّ الحديث يدلّ بدلالة قطعية على إمامة ووصاية أمير المؤمنين عليهالسلام.
( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )
س : حين نذكر دلالات حديث المنزلة ، وأنّ الاستثناء من أدوات العموم ، ممّا يعني ثبوت جميع المنازل للإمام علي عليهالسلام التي كانت لهارون عليهالسلام ما عدا النبوّة ، فإنـّهم يردّون بشبهة : بأن لو كان هذا هو المعنى الذي نذهب إليه في الحديث ، فيجب أن يكون علي عليهالسلام نبيّاً في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، كما كان هارون نبيّاً في حياة موسى عليهالسلام ، وذلك بدليل قوله : ( إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ) ، ممّا يستلزم كون علي عليهالسلام نبيّاً في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فما هو ردّكم؟
ج : من المسلّم أن لا نبيّ في زمن نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله غيره.
ثمّ إن حديث المنزلة ، وإن كان يثبت للإمام علي عليهالسلام كلّ ما كان ثابتاً لهارون عليهالسلام ، ومنها نبوّته في حياة موسى عليهالسلام ، إلاّ أنّ هناك قيود وتخصيصات في غير هذا الحديث ، أخرجت كون علي عليهالسلام نبيّاً في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله.
هذا ويمكن أن يردّ الأشكال بجواب آخر : بأنّ كلمة ( بعدي ) في الحديث يمكن أن تكون عامّة ، فتشمل البعدية الرتبية ، بالإضافة إلى البعدية الزمانية ، فمعنى لا نبيّ بعدي ، أي : لا نبيّ بعدي من جهة الرتبة ، كما أنّه لا نبيّ بعدي من جهة الزمان.
أي بمعنى : لا نبيّ بعد زماني ، فأنا خاتم الأنبياء ، وفي زماني لا نبيّ بعدي له رتبة النبوّة حتّى تصل له ، إن لم أكن موجوداً وحاضراً معكم.
ويؤيّد هذا الاستعمال ، أي استعمال البعدية بمعنى الرتبية ، ما ورد في قضية بريدة ، حيث قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : ( إذا التقيتم فعلي على الناس ،