لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج إلى شيء بل يُحتاج إليه ، وهو ذو الطول لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم.
أمّا قول الواصفين : أنّه ينزل تبارك وتعالى ، فإنّما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكلّ متحرّك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به ، فمن ظنّ بالله الظنون هلك ، فاحذروا في صفاته ، من أن تقفوا له على حدّ تحدّونه بنقص أو زيادة ، أو تحريك أو تحرّك ، أو زوال أو استنزال ، أو نهوض أو قعود ، فإنّ الله عزّ وجلّ جلّ عن صفة الواصفين ، ونعت الناعتين ، وتوهّم المتوهّمين ، وتوكلّ على العزيز الرحيم ، الذي يراك حين تقوم ، وتقلّبك في الساجدين ) (١).
( نوفل ـ المغرب ـ ٢٦ سنة )
س : المرجوّ من سماحتكم تفسير التثنية في ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) (٢) ، وشكراً جزيلاً.
ج : قال الشيخ المفيد قدسسره : ( وفي القرآن ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة ) (٣) ، وجاء عن النوويّ عند حديثه عن التلبية في الحجّ وتكرارها عن القاضي عياض أنّه قال : ( التلبية مثناة للتكثير والمبالغة ، ومعناه إجابة بعد إجابة ، ولزوماً لطاعتك ، فثنّى للتوكيد لا تثنية حقيقية ، بل هو بمنزلة قوله تعالى : ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) أي : نعمتاه ، على تأويل اليد بالنعمة هنا ) (٤).
وفي مجمع البحرين : ( قوله : ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) كناية عن الجود ،
____________
١ ـ الكافي ١ / ١٢٥.
٢ ـ المائدة : ٦٤.
٣ ـ الاعتقادات للشيخ المفيد : ٢٣.
٤ ـ المجموع ٧ / ٢٤٤.