ويؤيّد هذا ما جاء في كتب القوم ، من أنّ أتباع زيد سألوه عن رأيه في أبي بكر وعمر ، وعن مطالبته بدم أهل البيت ، فقال : ( إنّا كنّا أحقّ بسلطان رسول الله صلىاللهعليهوآله من الناس أجمعين ، وإنّ القوم استأثروا علينا ، ودفعونا عنه ... ) (١).
فهذه الرواية تنصّ بصراحة ، ولا تقبل التأويل والجدل ، على أنّ زيداً كان يرى أنّ القوم قد اغتصبوهم حقّهم ، واستأثروا به عليهم ، وهي لا تتّفق مع الشائع عنه على ألسنة بعض الكتّاب.
( يعقوب الشمّري ـ اسكتلندا ـ ١٨ سنة ـ طالب )
س : هل صحيح أنّ زيد بن علي كان يتولّى الشيخين؟
ج : نُسب إلى زيد كلمات وأقوال في هذا المجال ، لا طريق لنا لإثبات صحّتها ، لأنّها وردت في بعض كتب التاريخ والسير بدون سند ، أو بسند ضعيف؛ مضافاً إلى معارضتها مع ما ورد عندنا من تصريح زيد بالبراءة منهما (٢).
نعم ، قد يكون صدر منه بعض العبارات إمّا تقيّة ، ولحقن الدماء ، وتوحيد صفوف جبهة المعارضة ضدّ بني أُمية ، وإمّا أنّ هذه الكلمات صدرت بنحو التورية في الكلام ، كما ينسب إليه أنّه سئل عنهما فأجاب بأنّهما : إمامان عادلان ، فكان يقصد العدول عن الحقّ ، ولو أنّه يوهم خلاف ذلك.
____________
١ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٥ / ٤٩٨ ، البداية والنهاية ٩ / ٣٦١.
٢ ـ بحار الأنوار ٤٦ / ٢٠١.