فماذا تردّون على هذا الكلام؟
ج : قد ثبت بالأدلّة العقلية والنقلية استحالة رؤية الله تعالى ؛ لأنّه ليس بجسم ، إذ الجسمية تستلزم المحدودية ، وهي تستلزم النقص ، وكلّ ذلك من ملازمات الممكن ، والله واجب الوجود ، فلا يمكن رؤيته في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : ( لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) (١).
أمّا الرؤية القلبية ، فهي ثابتة لمن توصّل إلى المقامات العالية في معرفة الله تعالى ، كما قال الإمام علي عليهالسلام : ( ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ) (٢) ، وعليه تحمل بعض الآيات والروايات التي فيها إشارة إلى رؤية الله تعالى.
( أبو علي سجّاد ـ السعودية ـ .... )
س : لديّ تساؤل بسيط حول موضوع التجسيم الذي لا نعتقده ، ولكن هناك آية صريحة في القرآن حول مطالبة نبيّ الله موسى عليهالسلام رؤية الله ، فهل كان اعتقاد موسى بالتجسيم؟ وكيف تجلّى الله عزّ وجلّ للجبل؟
وفي الختام ، تحياتي للجميع ، ونسألكم الدعاء.
ج : إنّ النبيّ موسى عليهالسلام يعتقد بعدم إمكان رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة؛ لأنّه يلزم منه التجسيم ، وسؤاله عليهالسلام عن رؤية المولى عزّ وجلّ لم يكن بدافع من نفس موسى عليهالسلام ، بل بضغط من قومه.
نذكر لكم رواية واحدة عن الإمام الرضا عليهالسلام تؤيّد ما نقوله : قال علي بن محمّد بن الجهم : حضرت مجلس المأمون ، وعنده الرضا علي بن موسى عليهماالسلام ، فقال له المأمون : يا ابن رسول الله ، أليس من قولك : إنّ الأنبياء معصومون؟ قال : ( بلى ) ، فسأله عن آيات من القرآن ، فكان فيما سأله أن قال له : فما
____________
١ ـ الأنعام : ١٠٣.
٢ ـ الكافي ١ / ٩٨.