وجه لترك عبادة الخالق وعبادة المخلوق ، أمّا لو قلنا بأن ( ما ) في الآية مصدرية ، فتفقد الآية الثانية صلتها بالأُولى ، ويكون مفاد الآيتين : أتعبدون الأصنام التي تنحتونها والله خلقكم أيّها العبدة وخلق أعمالكم وأفعالكم؟
والحال أنّه ليس لعملهم صلة بعبادة ما ينحتونه ، ولو قلنا بذلك لتمّت الحجّة لغير صالح نبيّ الله إبراهيم عليهالسلام ولانقلبت عليه ، إذ عندئذ ينفتح لهم باب العذر بحجّة أنّه لو كان الله سبحانه هو الخالق لأعمالنا ، فلماذا توبّخنا وتنددنا بعبادتنا إيّاهم.
( حيدر عبد الأمير ـ العراق ـ .... )
س : أرجو مساعدتي في التمييز بين القضاء والتقدير الإلهيّ ، وما سواها من حوادث الأُمور ، التي ينبغي فيها للمؤمن أن لا يستسلم ، ولا يتنازل عن أبسط حقوقه.
وأعني هل يجب على المؤمن أن يصبر دائماً ، ويرضى بما يحصل عليه ويعتبره تقديراً إلهيّاً؟ ويحقّ له أن يفعل كلّ ما يضمن له استحقاقاته.
أرجو إرشادي إلى أحد المصادر المفصّلة ، وحفظكم الله.
ج : لقد أوضح أهل البيت عليهالسلام المراد من القضاء والقدر ، فعن الإمام الرضا عليهالسلام قال : ( القدر هي الهندسة ، ووضع الحدود من البقاء والفناء ، والقضاء هو الإبرام وإقامة العين ) (١) ، وقال الإمام الكاظم عليهالسلام ـ بعد سؤاله عن معنى قضى ـ : ( إذا قضى أمضاه ، فذلك الذي لا مردّ له ) (٢).
وقد قسّم التقدير والقضاء على قسمين : علميّ وعينيّ :
وحاصل التقدير العينيّ : أنّ الموجودات الإمكانية على صنفين! موجود مجرّد
____________
١ ـ الكافي ١ / ١٥٨.
٢ ـ المصدر السابق ١ / ١٥٠.