أجهل صاحب هذا الإشكال حيث إنّه لا يفرّق بين سند الرواية ومتنها ، فهذه الرواية مرسلة كما هو واضح من قول الكلينيّ رحمه الله : ( وروي أن أمير المؤمنين قال : ... ) ، وما ذكر في الرواية من قول الحمار : ( إن أبي حدثني ، عن أبيه ... ) هو داخل متن الرواية الذي بدأ من قول المرويّ عن أمير المؤمنين عليهالسلام : ( إنّ ذلك الحمار كلّم رسول الله ... ) إلى آخر الرواية ـ وليس سنداً لها.
وإن كان إشكال البعض في هذه الرواية من حيث إنها ذكرت تكلّم الحمار مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فما أبعد صاحب هذا الإشكال عن كتاب الله وما ذكره من تكلّم سيلمان عليهالسلام مع الهدهد ، ونبيّنا أفضل من سليمان. ويظهر أن صاحب الإشكال لا يعلم بما في صحاحه ، حيث روى البخاريّ في صحيحه (١) تكلّم البقرة والذئب بمرأى ومسمع من الصحابة فتعجّبوا وقالوا : ( سبحان الله بقرة تتكلم؟! ... سبحان الله ذئب يتكلّم؟! ... ).
وفي الختام نذكر ما رواه ابن عساكر ـ وهو من أعلام القوم ـ في تاريخ مدينة دمشق ( ٤ / ٢٣٢ ) : ( ... عن أبي منظور قال : ... فكلّم رسول الله صلىاللهعليهوآله الحمار ، فكلّمه الحمار ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : ما اسمك؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله عزّ وجلّ من نسل جدّي ستين حماراً كلّهم لم يركبهم إلا نبي ، قد كنت أتوقعك أن تركبني ، لم يبق من نسل جدّي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ... قال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : فأنت يعفور ، يا يعفور ، قال : لبيك ... ).
( سعد الربيعي ـ ألمانيا ـ .... )
س : هناك قول منسوب إلى شرف الدين الموسويّ ، لا أعلم أين ذكر ، فهل هو صحيح؟ وما تفسيره؟
وهو : قال عبد الحسين شرف الدين الموسويّ : الكافي والاستبصار ومن لا
____________
١ ـ صحيح البخاري ٤ / ١٤٩.