وروي عن عمر بن الخطّاب ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : ( لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي ) (١).
هذا ، وقد جرت سيرة المسلمين في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله وبعد وفاته على التوسّل به صلىاللهعليهوآله ، والأولياء الصالحين ، والاستشفاع بمنزلتهم وجاههم عند الله تعالى.
( البحرين ـ سنّي ـ ٢١ سنة ـ طالب جامعة )
س : من المعلوم لدى أهل السنّة أنّ الاستغاثة والاستشفاء والتوسّل والدعاء بقبر كائن من كان شرك ، لقوله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (٢).
ولقوله تعالى : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) (٣).
ولقوله تعالى : ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) (٤).
فمن يؤمن بكمال القرآن لم يسأل ، ولم يدعو ، ولم يستغفر غير الله.
ولقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٥).
وبعد هذه الآيات من القرآن لكلّ من يؤمن بالقرآن ـ وهذه ليست أحاديث من البخاريّ أو مسلم وإنّما قرآن ـ ماذا تقول فيمن يصرّ على دعاء واستغاثة غير الله تعالى؟
قد تقول : إنّ النية موجّهة إلى الله تعالى ، وحينها نقول : ما هو تعريف
____________
١ ـ المستدرك على الصحيحين ٢ / ٦١٥ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٨٥ ، الدرّ المنثور ١ / ٥٨.
٢ ـ البقرة : ١٨٦.
٣ ـ الشعراء : ٨٠.
٤ ـ النمل : ٦٢.
٥ ـ الأعراف : ١٩٤.