وقد صرّح واحتجّ الإمام علي عليهالسلام في مواقف متعددّة بهذا الموضوع ، ولعلّ من أبرز وأوضح مصاديق شكاويه ، ما أدلى به في خطبته المعروفة بالشقشقية ـ الموجودة في نهج البلاغة ـ إذ يؤكّد فيه اغتصاب حقّه في عهد الخلفاء الثلاثة.
نعم ، إنّ الإمام عليهالسلام ومن منطلق أخذ المصالح العليا بعين الاعتبار ، لم يقم بأيّ عمل ظاهري في سبيل إرجاع حقّه ، بعد أن رأى أنّ الوسط العام في المجتمع آنذاك قد خدع بخطط الغاصبين ، فخشي عليهالسلام قيام الفتن الداخلية ، وحدوث الردّة عند الأكثر ـ إذ هم قريبو العهد بالإسلام ـ وهجوم الأجانب على الدولة الإسلاميّة الفتيّة ، فصبر عن حقّه الواضح ، بعد ما أشار إليه بلسانه أحياناً ، وبسلوكه تارةً ، وإليه يشير في نفس الخطبة المذكورة : ( فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهبا ) (١).
وملاحظة ما ورد في النصوص من احتجاجات أمير المؤمنين عليهالسلام على الخلفاء في مواطن متعدّدة ، لإثبات أحقّيته بمنصب الخلافة ، خير شاهد على إيضاح المطلب.
( إبراهيم زاير حسين ـ البحرين ـ ٣٤ سنة ـ طالب جامعة )
س : لدي سؤالان ، أرجو مساعدتي في الإجابة عليهما :
الأوّل : في زمن الخليفة الأوّل والخليفة الثاني زادت الفتوحات ، وقد قويت شوكة الإسلام في خلافتهما ، ومن المشهود لهما بإخلاصهما ، فكيف يحقّ لنا اتهامهما بغصب الخلافة؟
الثاني : هل يحقّ لنا اتهامهما بغصب الخلافة؟ بالرغم من أنـّهما كانا يعترفان بفضل الإمام علي عليهالسلام ، وهو ما شاع في كتب التاريخ ، فلو كان الأمر كذلك لقاما بعكس ذلك.
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١ / ١٥١.