ج : من الواضح أنّ الله تعالى لم يخلق هذا الخلق عبثاً ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ) (٣) ، وإنّما خلق الله الأشياء من أجل الإنسان ( وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ) (٤) ، وخلق الإنسان من أجل تكامله ، والتكامل يحتاج إلى هداة إليه ، والهداة هم أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ـ كما نقرأ في زيارة الجامعة الكبيرة المروية عن الإمام الهادي عليهالسلام ـ : ( السلام على أئمّة الهدى ومصابيح الدجى ... وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار ... ).
إذاً الأئمّة عليهمالسلام خُلقوا لهداية الخلق ، والخلق وباقي المخلوقات خُلقت لأجل اتباع الخمسة من أهل الكساء عليهمالسلام ، كما ورد هذا المعنى في حديث الكساء ـ المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ ـ : ( يا ملائكتي ويا سكّان سماواتي ، إنّي ما خلقت سماء مبنية ، ولا أرضاً مدحية ، ولا قمراً منيراً ، ولا شمساً مضيئة ، ولا فلكاً يدور ، ولا بحراً يجري ، ولا فلكاً يسري ، إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة ، الذين هم تحت الكساء ).
جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولاية أهل البيت عليهمالسلام.
( عباس ـ عمان ـ ٢٥ سنة )
س : ما الذي يثبت الاستنساخ في القرآن؟ لأنّنا نقرأ في الآيات القرآنيّة أنّ الخلق إمّا أن يكون من الطين مباشرة ـ كخلق آدم عليهالسلام ـ أو ببث الروح والنفخ ـ كخلق عيسى عليهالسلام ـ أو كالخلق العادي من مني يمنى ... من أين نستشف الاستنساخ من القرآن الكريم؟
ج : إنّ الاستنساخ ـ على ما ذكره أهل الاختصاص ـ ليس خلقاً جديداً بمعنى الإيجاد من العدم ، بل هو نقل الصفات والمميّزات من مخلوق إلى آخر ، بغية
____________
١ ـ المؤمنون : ١١٥.
٢ ـ الجاثية : ١٣.