والاقتداء بكم ، فقال : ( إي والله ، لو كان خيراً ما سبقونا إليه ) (١).
وثمّة عدّة روايات أُخرى تدلّ على أنّهم عليهمالسلام كانوا لا يشّجعون شيعتهم ، بل ويمنعونهم من الاشتراك في تلك الحروب.
وهل هذا كلّه ينسجم مع ما ذكرته تلك الكتب من مشاركتهم في الحروب؟!
وأخيراً : جاء في بعض الكتب أنّ الإمام الحسن عليهالسلام قد اشترك في فتح جرجان ، وهذا إن ثبت فإنّه يحمل على كونه أيّام خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما صرّح به بعضهم وقال : ( فإن ثبت هذا يدلّ على أنّه كان في أيّام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضياللهعنه ) (٢).
( غانم فرحان ـ الكويت ـ ٣٠ سنة ـ دبلوم )
س : كثيراً ما يحتجّ البعض حول مسألة الفتوحات الإسلاميّة في عهد أبي بكر وعمر ، بأنّها انتصار ودليل على حسن القيادة في ذلك الوقت ووحدة المسلمين ، ولو أخذنا الموضوع بشكل سطحي ، قد يتبادر إلينا أنّ هذا الاعتقاد صحيح؟
لكن بالمقابل وعند قراءة التاريخ الإسلاميّ والتمعّن فيه ، لا يذكر لهذه الوحدة بشيء ، ولم يتطرّق إلاّ للمشاكل والفتن في عهد الخلفاء الثلاثة ، فكيف يمكن أن نوفّق بين الفتوحات والمشاكل والفتن في ذلك الزمن؟ مع الشكر الجزيل.
ج : إنّ المراحل الأُولى من الخلافة كانت مرحلة استقرار سياسي بالنسبة للخلفاء ، فلم يكن أحد يعارض أبا بكر وعمر على الخلافة ، بعدما أظهرا من القسوة والغلظة الشديدة مع الخصوم ، وهذا ما يعبّر عنه بالوحدة التي حصلت
____________
١ ـ الكافي ٥ / ١٩ ، التهذيب ٦ / ١٢٦.
٢ ـ تاريخ جرجان : ٤٨.