البصرية ، لا الرؤية المعنوية القلبية ، ولهذا أجابه الله عزّ وجلّ باستحالة هذه الرؤية الحسّية البصرية بقوله : ( لَن تَرَانِي ) (١).
والسبب الذي دعا موسى عليهالسلام أن يطلب هذه الرؤية ـ مع علمه واعتقاده بعدم رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة ، لأنّه يلزم منه التجسيم في حقّ الله تعالى ، ومن ثمّ المحدودية والتناهي ، وهذه كلّها من ملازمات الممكن ، والله واجب الوجود وليس بممكن ـ هو بضغط من قومه ، ولم يكن بدافع من نفس موسى عليهالسلام ، بدليل قوله تعالى عن لسان قوم موسى : ( وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً ) (٢).
( خالد ـ الكويت ـ ٣٥ سنة ـ مهندس )
س : أتوجّه بسؤالي إلى مكتبكم الموقّر ، بخصوص رؤية الباري تعالى في المنام ، حيث إنّ كثيراً ما يخبرني بعض المقرّبين برؤيتهم ، مثل هذه الرؤى ، فقد يرونه نوراً أو رجلاً مهيباً ، فهل هذه رؤى؟ أم هي من الأحلام؟ وكيف يكون للشيطان مدخلاً في هذا الأمر؟
علماً بأنّ رؤية الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله لا يتدخّل فيها الشيطان ، فكيف بالخالق سبحانه؟ وهل هذه الرؤى من الرؤى القلبية؟
ج : لا معنى لرؤية الله تعالى في اليقظة أو في المنام ، فإنّ الدليل العقلي والنقلي قائم بعدم إمكان رؤيته من الأساس ، كما هو مقرّر في محلّه.
وأمّا إخبار البعض بحصول هكذا أحلام ، فإن صحّ الخبر ـ بحيث يعتمد عليه ويركن إليه ـ فهو من باب انعكاس عالم التخيّل عند الفرد ، فلا حقيقة له بتاتاً.
____________
١ ـ الأعراف : ١٤٣.
٢ ـ البقرة : ٥٥.