أسابق ربّي ) ، فهبط جبرائيل عليهالسلام فقال : ( يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول لك : علي منك بمنزلة هارون من موسى ، لكن لا نبيّ بعدك ... ) (١).
٦ ـ في حديث عن أُمّ سلمة (٢).
وهناك موارد أُخرى ، وعليه فالحديث يدلّ على خلافة وإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وبالنسبة إلى سؤالكم الثاني فنقول : إنّ المقصود من كون هارون خليفة لموسى عليهالسلام هو ما جاء في قوله تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِح ) (٣).
فهذا مقام لهارون بأمر من الله تعالى ، وقد نزّل نبيّنا عليّاً بهذه المنزلة من نفسه ، ومن المقطوع به أنّ هذا المعنى لم يرد في حقّ غير علي عليهالسلام من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولذا ورد عن غير واحد منهم ـ كما مرّ ـ أنّه كان يتمنّى لو ورد هذا الحديث في حقّه عن النبيّ ، وثبتت له هذه المنزلة منه.
وأمّا الاستخلاف بمعنى القيام مقام النبيّ بعد الموت ، فهذا ممّا لم يثبت لهارون لموته قبل موسى ، ولكنّه ثبت لعلي لوجوده بعد الرسول الأعظم بحديث المنزلة ، وغيره من الأحاديث القطعية ، المتّفق عليها بين المسلمين.
وبعبارة أوضح : إنّ رتبة الوصاية كانت موجودة عند هارون ، ولكن لم يصل إليها لطروّ المانع وهو الموت ، وأمّا في الإمام علي عليهالسلام فلعدم وجود المانع كانت الوصاية قد وصلت إلى مرحلة الفعلية بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله.
____________
١ ـ ذخائر العقبى : ١٢٠ ، نظم درر السمطين : ١٩٤ ، ينابيع المودّة ٢ / ٦٤ و ٢٠١ و ٣ / ٢٦١.
٢ ـ مسند أبي يعلى ١٢ / ٣١٠ ، صحيح ابن حبّان ١٥ / ١٥ ، المعجم الكبير ١٢ / ١٥ ، موارد الظمآن : ٥٤٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٢ و ١٦٩ و ١٨١ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣ ، لسان الميزان ٢ / ٤١٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٧٨ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٩١ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٨٩ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١١.
٣ ـ الأعراف : ١٤٢.