فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) (١) ، وكذلك قوله تعالى : ( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ ) (٢).
فالتفضيل ثابت بين الناس وبين المؤمنين ، وحتّى في الطعام ( وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ ) (٣).
فثبت أنّ الأئمّة أيضاً ليسوا في درجة واحدة قطعاً.
٣ ـ إنّ الدين الإسلاميّ أفضل الأديان وأكملها وأسماها وهو خاتم الديانات ، وأعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها الإنسان في مراتب سموّه ووصوله إلى الرفيق الأعلى والحضرة المقدّسة ، ففيه يصل الإنسان إلى مرتبة الكمال التي لم يصل إليها أحد من المتقدّمين عليه مهما كان ، وإلاّ فما الداعي لكونه خاتم الأديان وأكملها وأفضلها؟ وأنّ الأنبياء لو بعثوا لما وسعهم إلاّ أن يتبعوا ويعتنقوا الإسلام.
إذاً يوجد في الإسلام ـ من مقتضي الكمال ـ ما لا يوجد في دين سواه ، بناءً على التدرّج والارتقاء والكمال في مسيرة الأديان ، وهذا ممّا لا خلاف فيه بين أحد من أهل الإسلام.
٤ ـ إنّه ثبت من الفضائل لأهل البيت عليهمالسلام ما لم يثبت لغيرهم.
فمثلاً : علوم أهل البيت كانت وراثة من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والنبيّ عنده كلّ علوم الأوّلين والآخرين ، فهم بالتالي عندهم العلوم الكاملة ، وعندهم علم الكتاب ، كما وصفهم بذلك سبحانه وتعالى.
وأنّهم نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وخاتم رسل الله ، وأفضل خلق الله ، وقد أوضح ذلك القرآن بقوله تعالى على لسان رسوله صلىاللهعليهوآله : ( وَأَنفُسَنَا ) (٤) فدعا
____________
١ ـ البقرة : ٢٥٣.
٢ ـ الإسراء : ٥٥.
٣ ـ الرعد : ٤.
٤ ـ آل عمران : ٦١.