الامتثال لكلّ ما يأمر به النبيّ صلىاللهعليهوآله واتباعه في كلّ شيء.
فلو فرضنا أنّ الأنبياء موجودون في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ونصّ على إمامة الأئمّة عليهمالسلام ، وأمر بأتباعهم ، فهل يسع الأنبياء مخالفة ذلك؟
وحينئذ نسأل أيّهما أفضل الإمام أم المأموم؟ والتابع أم المتبوع؟ وإذا ثبتت أفضليتهم في هذا الحال ، فهي ثابتة في كلّ الأحوال ، فليس هناك ما يمنع من أفضلية الأئمّة عليهمالسلام على سائر الأنبياء ، لا عقلاً ولا شرعاً.
الرابع : إنّ أهل السنّة رووا في كتبهم : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : ( علماء أُمّتي كأنبياء بني إسرائيل ) (١) ، أو بمنزلة أنبياء بني إسرائيل ونحو ذلك ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله يفتخر بعلماء أُمّته يوم القيامة ، فإذا كان العالم المسلم من أُمّة النبيّ صلىاللهعليهوآله بهذه المنزلة والمكانة ، وهو مهما بلغ في علمه فليس بمعصوم ، فكيف بمن نصّ القرآن على عصمتهم؟ ونوهّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بفضلهم ، وورثوا العلوم عن النبيّ صلىاللهعليهوآله واستغنوا عن الناس في المعارف والعلوم ، واحتياج الناس إلى علومهم ومعارفهم.
الخامس : في صفة منبر الوسيلة من النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه منبر يؤتى به في يوم القيامة ، فيوضع عن يمين العرش ، فيرقى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ يرقى من بعده أمير المؤمنين عليهالسلام ، فيجلس في مرقاة دونه ، ثمّ الحسن في مرقاة دونه إلى آخرهم ، ثمّ يؤتى بإبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء ، فيجلس كلّ واحد على مرقاته من دون المراقي ... (٢).
هذا ، وقد وقع الخلاف بين أصحابنا في أفضلية الأئمّة عليهمالسلام على الأنبياء عليهمالسلام ، ما عدا جدّهم صلىاللهعليهوآله ، فذهب جماعة إلى أنّهم أفضل من باقي الأنبياء ما خلا أُولي العزم ـ فهم أفضل من الأئمّة ـ وبعضهم إلى مساواتهم ، وكما ذكرنا سابقاً فإنّ
____________
١ ـ كشف الخفاء ٢ / ٦٤ ، تاريخ ابن خلدون ١ / ٣٢٥ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ / ٣٣٧ ، فيض القدير ١ / ٢١.
٢ ـ اللمعة البيضاء : ٢١٧.