الصفوة من النبيّين والمرسلين من نسلهما ، ومعاذ الله أن ذلك على ما قالوا من الأخوة والأخوات ) (١).
ولنا روايات أُخرى بهذا المضمون أيضاً ، ومنها ما يدلّ على أنّ الله تعالى بعث إلى هابيل حوراء وإلى قابيل امرأة من طائفة الجنّ ، والجنّ أيضاً يتشكّل بشكل الإنسان كما كان ذلك للملائكة ، وأنّ الحور في الجنان أشكالهن كشكل النساء في الدنيا ، والملائكة وإن كانوا من المجرّدات ، ولكن يتشكّلوا بشكل الإنسان أيضاً ، بأمر الله سبحانه لحكمة خاصّة.
عن معاوية بن عمّار قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن آدم أبي البشر أكان زوّج ابنته من ابنه؟
فقال : ( معاذ الله ، والله لو فعل ذلك آدم عليهالسلام لما رغب عنه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وما كان آدم إلاّ على دين رسول الله صلىاللهعليهوآله ).
فقلت : وهذا الخلق من ولد من هم؟ ولم يكن إلاّ آدم وحوّاء ....
فقال : عليهالسلام : ( فلمّا أدرك قابيل ما يدرك الرجل ، أظهر الله عزّ وجلّ جنّية من ولد الجانّ ، يقال لها : جهانة في صورة أنسية ، فلمّا رآها قابيل ومقها ـ أي مال إليها ـ فأوحى الله إلى آدم : أن زوّج جهانة من قابيل ، فزوّجها من قابيل.
ثمّ ولد لآدم هابيل ، فلمّا أدرك هابيل ما يدرك الرجل ، أهبط الله إلى آدم حوراء واسمها : ترك الحوراء ، فلمّا رآها هابيل ومقها ، فأوحى الله إلى آدم أن زوّج تركاً من هابيل ففعل ذلك ، فكانت ترك الحوراء زوجة هابيل بن آدم ... ) (٢).
وعن الإمام الباقر عليهالسلام قال : ( إنّ الله عزّ وجلّ أنزل حوراء من الجنّة إلى آدم ، فزوّجها أحد ابنيه ، وتزوّج الآخر إلى الجنّ فولدتا جميعاً ، فما كان من الناس من جمال وحُسن خلق فهو من الحوراء ، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان ) ، وأنكر أن يكون زوّج بنيه من بناته (٣).
____________
١ ـ علل الشرائع ١ / ١٨.
٢ ـ بحار الأنوار ١١ / ٢٢٦.
٣ ـ علل الشرائع ١ / ١٠٣.