قال فقال : لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين (١).
ولا يخفى أنه دال على الذم الكلي وعدم اعتبار الرجل في أقواله الا بتاريخ يميزها وليس ، ومنه يظهر أن ما سماه صاحب المدارك بصحيحة الفضلاء ليست كذلك ، لان من رجاله أبو جعفر الأشعري أحمد بن محمد بن عيسى القمي.
وهو وان كان على المشهور ثقة غير مدافع ، الا أن قول أبي عمرو الكشي في ترجمة يونس بن عبد الرحمن بعد نقله عن أحمد هذا نبذة من أخبار دالة على ذم يونس : فلينظر الناظر فيعجب من هذه الاخبار التي رواها القميون في يونس وليعلم أنها لا تصح في العقل ، وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى قد ذكر الفضل من رجوعه في الوقيعة في يونس ، ولعل هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه (٢).
يدفعه ويدل على ذمه كلياً ، وعدم اعتباره في رواياته.
والأقوى عندي التوقف فيه وفيما يرويه ، لانه نقل عنه أشياء تفيد عدم تثبته في الأمور ، بل تدل على سخافة عقله ، مثل ما نقل عن الفضل قال : أحمد بن محمد هذا تاب واستغفر من وقيعته في يونس لرؤيا رآها.
فان مستنده في تلك الوقيعة ان كان دليلاً شرعياً يفيد العلم أو الظن المتآخم له ، فكيف يصح له الرجوع عنه والاعتماد على ما رآه في المنام ، ولعله كان من أضغاث الأحلام ، والعدول عما يقتضيه العلم الى ما يقتضيه الرؤيا مع احتمال كونها كاذبة غير مسوغ.
وان لم يكن له عليه مستند شرعي ، كان ذلك منه بهتاناً قادحاً في عدالته بل ايمانه.
__________________
(١) أصول الكافي ١ / ٥٢٦ ـ ٥٢٧.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧٨٨.