ولما ثبت بطلانه بالخبر المذكور حيث دل على تحليل بعض محارم أحد المرتضعين نسباً ، وهو ابنة أخيه الامي الابي على المرتضع الاخر ، ثبت تحليله على رضيعهما أيضاً ، لعدم الفرق فيهم في عدم الرضاع والنسب والمصاهرة بينهم.
ويعلم من كلامه هذا أن ارتكابه ما ارتكبه انما نشأ من غفلته عن هذا وما شاكله ، والا فهو أخباري المسلك لا يجترئ على ارتكابه وعلمه بوجود ما مر ، وقد مر فيه ما مر.
ثم أقول : ولما كان مدار جميع استدلالاته في رسالته هذه على عموم الخبر المستفيض ، وقد ظهر مما حررناه أن عمومه على الوجه الذي قصده ، مع أنه مخالف لقواعد الادب وبعيد عن الافهام حتى لم يفهمه منه واحد من علماء الاسلام غير منظور للشارع ، وان ما استدل به على اثبات ذلك العموم من عدم ذكر المحرم عليه وعموم كلمة « ما » لا يثبته ، بل يفيد أن يكون معناه يحرم على كل أحد من الرضاع ما يحرم من النسب.
وهذا كما ترى دليل الخصوص ، كما أشار اليه شيخ الطائفة بقوله ان التحريم متعلق بالمرتضع وحده ومن كان من نسله دون من كان من طبقته لا قرينة العموم ، كما ظنه عفى الله عنه ، كان تطويل الكلام بعد ذلك في هذا المقام كأنه مما لا طائل تحته كثيراً ، ولكني أشير اشارة اجمالية الى بعض افاداته وفتاويه ، منبهاً بعون الله تعالى على بعض ما عليه وما فيه ، لتطمئن به قلوب مقلديه ، فلعلهم يرجعون عما هم فيه.
فنقول : قال قدسسره في الرسالة متصلا بما نقلناه عنه في أوائل الكتاب ، وهو قوله : وحكم الاخوين رضاعاً كحكم الاخوين أباً وأماً.
فان قلت : أي مانع من أن يجعل المعيار وآلة الملاحظة المرتضع وحده ، فيعبر حينئذ عن التفسير هكذا ، فكما أن من الولادة تحصل علاقة القرابة والنسب ،