فهذا شيخ الطائفة في الفهرست (١) ، ومثله الشيخ الجليل النجاشي في كتابه (٢) يصرحان بأن أحمد بن أبي عبد الله البرقي كان ثقة في نفسه ، الا أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل.
وهو الظاهر من الشيخ ابن الغضائري ، حيث قال : وطعن القميون عليه ، وليس الطعن فيه ، انما الطعن في من يروي عنه ، فانه كان لا يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الأخبار ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم ، ثم أعاده اليها واعتذر اليه (٣).
أقول : قد ظهر من المنقول آنفاً أن طعن القميين عليه كان في محله وموقعه لحيرته وتردده في المذهب والدين ، وانحرافه عن مسلك الصواب واليقين.
وذكر في الخلاصة : وجدت كتاباً فيه وساطة ـ أي : تلائم وتعاطف وتحاسن ـ بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ، وقال : انه لما توفى ابن خالد مشى ابن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبرئ نفسه مما قذفه به (٤). على ما نقل في « غض » عنهما.
وصرح الشهيد الثاني في دراية الحديث بتوثيقه ، حيث أن أحمد بن محمد مشترك بين جماعة ، منهم أحمد بن محمد بن عيسى ، وأحمد بن محمد بن خالد ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر ، وأحمد بن محمد بن الوليد ، وجماعة أخرى من أفاضل أصحابنا في تلك الأعصار ، ويتميز عند الإطلاق بقرائن الزمان ، ويحتاج في ذلك الى فضل قوة وتميز واطلاع على الرجال ومراتبهم ، ولكنه مع الجهل
__________________
(١) الفهرست ص ٢٠.
(٢) رجال النجاشى ص ٧٦.
(٣) رجال العلامة الحلى عنه ص ١٤.
(٤) رجال العلامة الحلى ص ١٤ ـ ١٥.