لا يضر ، لان جميعهم ثقات ، فالامر بالاحتجاج بالرواية سهل. وظاهر الكشي أيضاً يفيد كونه ثقة.
ولكن لا يخفى أن قول محمد بن يحيى وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله ، وجواب محمد بن الحسن لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين صريحان في ذمه ، وعدم اعتباره في أقواله الصادرة منه في زمن الحيرة.
فان الظاهر المتبادر من حيرته الحيرة في المذهب ، كما صرح به مولانا الفاضل محمد صالح المازندراني في شرح أصول الكافي ، ثم قال قدس الله روحه : ويحتمل أن يكون المراد به خرافته في آخر سنه ، أو تحيره بعد اخراج ابن عيسى اياه (١).
وعلى أي تقدير فروايته غير معتبرة ، الا أن يعلم تاريخها وانها كانت قبل الحيرة.
فان قلت : اعادة ابن عيسى اياه بعد ابعاده عنها ، واعتذاره اليه ، ومشيه في جنازته حافياً حاسراً ليبرئ نفسه مما قذفه به ، يدل على كذب ما قيل فيه وبراءة ساحته عما نسب اليه.
قلت : هذا نقل غير معلوم الصحة للجهل بناقله ، ومع ذلك لم يعلم ما كان سبب ابعاده وجهة اعادته ، فلعله كان له سبب آخر غير حيرته.
وكيف كان يصح لمثل ابن عيسى اخراجه عن قم لامر لم يتحققه حتى يحتاج إلى الإعادة والاعتذار ، وانه فائدة كانت تعود الى ابن خالد في مشيه حافياً في جنازته : اما كان هذا منه توبة ، أو طلباً لمغفرته ، أو تسلياً لخاطره ، أو استرضاءً منه بعد وفاته.
__________________
(١) شرح الكافي ٧ / ٣٦٠.