فيه أبو جميلة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من أحد الا وهو يصيب حقاً من الزنا فزنا العينين النظر ، وزنا الفم القبلة ، وزنا اليدين اللمس ، صدق الفرج ذلك أم كذب (١).
وما في كتاب الخصال وفي الفقيه عن الأصبغ بن نباته عن علي عليهالسلام قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي لك أول نظرة ، والثانية عليك ولا لك (٢).
ويظهر منه أن النظرة الاولى ان وقعت فلتة ومن غير قصد وارادة لذة معفوة فلا يجوز للناظر اعادة النظر وتكرارها لقوله « والثانية عليك » وفي رواية : والثالثة فيها الهلاك. وليكن ذلك أيضاً في ذكرك لما قلناه آنفاً.
وعن هشام بن سالم عن عقبة قال قال أبو عبد الله عليهالسلام : النظرة سهم من سهام إبليس مسموم من تركها لله عزوجل لا لغيره أعقبه الله ايماناً يجد طعمه ، هكذا رواه الصدوق في الفقيه (٣).
وروي في الكافي عن علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سمعته يقول : النظرة سهم من سهام إبليس مسموم ، وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة (٤).
يفهم منه أن النظرة الأولى أيضاً إذا كانت بقصد وارادة لذة وانقضاء شهوة محرمة وناشئة من إضلال الشيطان وإغوائه. ولا شك أن ترك الحرام لله عزوجل لا لقصد الرياء والسمعة ونحو ذلك موجب لزيادة الايمان وكماله بل هو هو ، وهذا معنى قوله « أعقبه الله ايماناً يجد طعمه ».
__________________
(١) فروع الكافي ٥ / ٥٥٩ ، ح ١١.
(٢) الخصال ص ٣٠٦ ، من لا يحضره الفقيه ٤ / ١٩.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٤ / ١٨.
(٤) فروع الكافي ٥ / ٥٥٩ ، ح ١٢.