السابق من كلام الشيخ هذا ، كما يشير اليه قوله « وكأنه محمولة » وقد عرفت ما في هذا الحمل والذي بعثهم عليه.
فان قلت : هل واجب هذا الدعاء الذي أشار اليه الشيخ أم هو مستحب؟
قلت : ظاهر كلامه يفيد أنه واجب. قيل : ويؤيد عدم الوجوب عدم ذكره في بعض الأخبار وعدم ذكر الأصحاب ، فبعد تسليمه ألا حجية فيه مع أن الشيخ ذكره هنا والصدوق في الفقيه ، حيث قال : فجائز له أن يأخذ منه حقه بعد أن يقول ما أمرته بما قد ذكرته.
فان قلت : على تقدير وجوبه هل يجب بما ورد في الرواية أم يكفي بما يفيد مفاده عن أية لغة كانت؟ قلت : لا شك في أن مراعاة المأثور إذا كان ميسوراً أحسن وأولى. وأما إذا لم يكن مقدوراً ، فيكفي ما يفيد مفاده من أية لغة كانت ، ويؤيده اختلاف ما ورد فيه من الكلمات المأثورة.
ففي رواية يقول : اللهم اني انما آخذ هذا مكان مالي الذي أخذه مني. وفي أخرى يقول : اللهم اني لم آخذه ظلماً ولا خيانة وانما أخذته مكان مالي الذي أخذه مني لم أزدد شيئاً عليه (١).
ثم قال رحمهالله : ومتى كان له مال فجحده ، ثم استودعه الجاحد مالا ، كره له أن يأخذ منه ، لان هذا يجري مجرى الخيانة ، ولا يجوز له الخيانة على حال (٢).
وفيه أن المروي عن النبي صلىاللهعليهوآله مع كونه غير معلوم الصحة لا يدل دلالة صريحة على حرمة المقاصة بعد التحليف ، بل لا يفهم منه أن حلفه كان بتحليف
__________________
(١) التهذيب ٦ / ٣٤٨.
(٢) التهذيب ٦ / ٣٤٩ ـ ٣٥٠.