الى ايراد ما أفتي به وأحكم بصحته ، واعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين ربي تقدس ذكره وتعالت قدرته (١).
ومع ذلك فقد قال في رجال مشيخته : وما كان فيه عن محمد بن مسلم الثقفي فقد رويته عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم (٢).
وهو كما ترى ليس فيه الحكم ، مجهولا كان أو معلوماً ومعلولا. نعم هو مذكور في طريق الشيخ في التهذيب ، حيث روي عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم لكنك قد عرفت جلالة قدر الرجل وعظمته عندهم.
ومن العجب أن أكثر من تأخر عن العلامة قلدوه في حكمهم بمجهوليته ، مع أنه لم يحكم بها فيه ، بل قال : ولا يحضرني الان حاله. وهو لا يعطي كونه مجهولا عنده. وعلى تقديره فقول الشهيد : والرواية مشهورة جداً بين الاصحاب لا يطعن فيها كون الراوي مجهولا عند بعض الناس. متوجه متين ، لما عرفت.
واعلم أن لمحمد بن مسلم كتاباً سمي أربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام ، وكان ذلك الكتاب عند الصدوق رحمهالله ، كما يظهر مما ذكره في صدر الكتاب ، فلا يضر ضعف طريقه اليه ولا جهالته.
ومن الغريب أن الفاضل الملقب بالمجلسي رحمهالله بعد اعترافه بمثل ذلك في أوائل شرحه على الفقيه ، حيث قال : طريق الصدوق الى كتابه وان كان فيه جهالة ، لكنه لا يضر لما ذكر مراراً أنه من كتابه المعروف.
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ١ / ٢ ـ ٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٤ / ٤٢٤.