فظهر مما تلونا عليك أن الرجل اذا صنف كتاباً ، أو ألفه ، أو يكون صاحب أصل ، أو يكون راوياً عن معتبر ، أو يروي عنه المعتبر أيضاً ولا يذكر ذمه ، فهو معتبر ممدوح.
ويوضح المطلوب أنه لو لم يكن كون الرجل كذلك مدحاً كلياً له ، لصار كتاب الرجال للشيخ قدسسره عبثاً ، وكذلك كثير من كتاب فهرسته وكتاب النجاشي ، بلا نفع وفائدة ، فانه لا يذكر في أكثر كتاب الرجال في أبواب من يروي عنهم عليهمالسلام وفي أبواب من لم يرو الا الرجل ووالده وموضعه وصنعته فقط بلا اشارة الى توثيقه أو مدحه. وكذا الحال في الصور الأخر. ولا يخفى جميع ما ذكرنا على من له التتبع التام ، فعليك به حتى تذعن بما سمعت ، والحمد لله وحده.
فظهر وثبت أن الرجل ثقة جليل معتبر عظيم ، لكونه صاحب أصل وكتاب تصنيف ورواية ، وقد روي عنه جماعة من المعتبرين والموثقين ، كالحسن بن محبوب ، والحسن بن موسى الخشاب وعبد الله وغيرهم ، من غير أن يقدح فيه (١) أو في أصله وكتابه أو روايته أو تصنيفه وتأليفه أحد من السلف والخلف ، فهو موثوق به عندهم ، وهو أظهر من الشمس في رائعة النهار ، وان تقليد المستدل للفاضل مع أنه قال : ولا يحضرني الان حاله ولم يقدح فيه بذم لا ينفعه بل يضره.
ثم أقول : وهذه الرواية كما مرت رواها الصدوق في الفقيه ، وقد قال في صدر الكتاب : ولم أقصد فيه قصد المصنفين في ايراد جميع ما رووه ، بل قصدت
__________________
(١) قال ملا مراد التفرشى في بعض فوائده : من تحقق كونه من أهل المعرفة ولم يقدح فيه أحد ، وأكثر العلماء الرواية عنه ، يظن صدقه في الرواية ظناً غالباً ، وانه لا يكذب على الائمة عليهمالسلام ، وهذا القدر كاف في وجوب العمل بروايته ، ولا يحتاج الى أن يظن عدالته ، بل يكفي أن لا يظن فسقه ، لاستلزامه ظن وجوب التثبت في خبره « منه ».