لهم كذا وكذا كتباً حتى يذكرون له كتاب المشيخة ، وان فلاناً بوبه كما في ترجمة بشير وداود بن كوره وغيرهما ، ويتطرقون اليهم والى كتبهم بطرق متعددة وغير متعددة ، وكانوا يتلذون عند الشيوخ المتفرقين في أقاصي البلاد وأدانيها شرقاً وغرباً ، ويحصلون ذلك العلم في الدهور المتطاولة والازمان الخالية مع تعب عظيم واملاق كثير ، وخوف زائد من المخالفين تقية.
وترى أيضاً أنهم يدققون ويفتشون في أن هذا الكتاب له أو الرواية ، كما في ترجمة محمد بن قيس البجلي وغيره ، ولو لم يكن كون الرجل صاحب أصل وكتاب وتأليف ورواية ، مع عدم التصريح بذم فيه مدحاً كلياً معتبراً شرعاً على ما ذكرنا ، لكان ذكر ما ذكر في محل العبث ، كما في كتاب رجال الشيخ رحمهالله كما لا يخفى.
وفي خطب كتاب رجال الشيخ وفهرسته وكتاب النجاشي رحمهالله تصريح بما ذكرنا ، حيث قال : اما بعد فإني وقفت على ما ذكره السيد الشريف أطال الله بقاءه وأدام توفيقه من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف ـ الخطبة (١).
ويظهر منها أن مدح الرجل بأن له مصنفاً وكتاباً أزيد وأكثر اعتباراً من مدحه بأن له أصلا ، اذ بالاول يدفع تعيير المخالفين علينا لا بالثاني ، فانه يتضمن العلو في العلم مع تعب صاحبه واجتهاده في الدين ، وتقضي عمره في تحصيل ما يعنيه ويجب عليه ، ويعتبر في الدنيا والآخرة.
والاصل على ما يظهر هو مجمع عبارات الحجة عليهالسلام بعينها فقط ، من غير أن يكون معنا اجتهاد واستنباط وغير ذلك. والكتاب والمصنف يشتمل مع ما ذكر على الاستدلالات والاستنباطات وعقلا.
__________________
(١) رجال النجاشى ص ٣.