غدت به سامية القباب |
|
معاهد السّنة والكتاب |
أفاض كالحيا على الورِّاد |
|
ماء الحياة وَهوَ ظامٍ صادي |
وكظَّه الظما وفي طيِّ الحشا |
|
ريِّ الورى والله يقضي ما يشا |
والتهبت أحشاؤه من الظما |
|
فأمطرت سحائب القدس دما (١) |
الخروج من المدينة
وخرج الحسين من المدينة متوجّهاً نحو مكّة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه الحسن وأهل بيته (٢) ، وهو يقرأ : (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَبُ قَالَ رَبّ نَجّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ).
ولزم الطريق الأعظم ، فقيل له : لو تنكّبت الطريق كما فعل ابن الزبير ؛ كيلا يلحقك الطلب ، قال : «لا والله ، لا أفارقه حتّى يقضي الله ما هو قاض».
ودخل مكّة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان وهو يقرأ :
(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيل) (٣).
فنزل دار العبّاس بن عبد المطلب (٤) واختلف إليه أهل مكّة ومَن بها من المعتمرين وأهل الآفاق ، وابن الزبير ملازم جانب الكعبة ، ويأتي إلى الحسين فيمَن يأتيه وكان ثقيلاً عليه دخول الحسين مكّة ؛ لكونه أجلَّ منه وأطوع في النّاس ، فلا يبايَع له ما دام الحسين فيها.
وخرج (ع) في بعض الأيام إلى زيارة قبر جدّته خديجة ، فصلّى هناك وابتهل إلى الله كثيراً (٥).
__________________
(١) للعلامة الحجة الشيخ محمّد حسين الاصفهاني قدّس الله سرّه.
(٢) تاريخ الطبري ٦ ص ١٩٠.
(٣) إرشاد المفيد.
(٤) تاريخ ابن عساكر ٤ ص ٣٢٨.
(٥) الخصائص الحسينية للشيخ جعفر الشوشتري ص ٣٥ ط تبريز ، ومقتل العوالم ص ٢٠.