كيف اقتحمت به المهالك لا أبا |
|
لك كيف ذلك كيف لم تتمنَّع |
أعظم بها من وقفة قامت بعر |
|
صتها قيامة أهل ذاك المجمع |
اعظم بها من وقفة قد ضعضعت |
|
أركان عرش الله أيَّ تضعضع |
هي وقفة ليزيدَ منها وقفة |
|
يوما يقال لأحمدَ : قم واشفع |
هي وقفة قد أعقبتها وقعة |
|
قد جرَّعتنا غصَّة لم تجرع |
هي وقفة قعدت بآل محمد |
|
احزانها حتّى يقوم المدَّعي (١) |
كربلاء
وكان نزوله في كربلاء في الثاني من المحرّم سنة إحدى وستّين (٢) ، فجمع (ع) ولده وإخوته وأهل بيته ونظر إليهم وبكى وقال : «اللهمّ ، إنّا عترة نبيّك محمّد قد اُخرِجنا وطُرِدنا واُزعِجنا عن حرم جدّنا ، وتعدّت بنو اُميّة علينا ، اللهمّ فخذ لنا بحقّنا وانصرنا على القوم الظالمين».
وأقبل على أصحابه فقال :
«النّاس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درت معائشهم ، فإذا مُحِّصوا بالبلاء ، قلّ الديانون» (٣).
__________________
(١) من قصيدة تبلغ ٩٣ بيتاً للشيخ محمّد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح أمير المؤمنين وقد قرضها ثمانية عشر شاعراً من ادباء عصره والقصيدتان في مكتبة الحجة المحقق الأميني صاحب الغدير.
(٢) نصّ عليه الطبري في التاريخ ٦ ص ٢٣٣ ، وابن الأثير في الكامل ٤ ص ٢٠ ، والمفيد في الارشاد.
(٣) البحار ج ١٠ ص ١٩٨ ، والمقتل للخوارزمي ج ١ ص ٢٣٧ لا تذهب على القارئ النكتة في سؤال الحسين (عليه السلام) عن اسم الأرض وكل قضايا سيد الشهداء غامضة الاسرار والإمام عندنا معاشر الامامية عالم بما يجري في الكون من حوادث وملاحم عارف بما اودع الله تعالى في الكائنات من المزايا اقداراً له من مبدع السماوات والأرضين تعالى شأنه وقد ذكرنا في المقدمة ما يشهد له وكان السر في سؤاله (عليه السلام) عن اسم الأرض التي منعوا من اجتيازها أو ان الله تعالى أوقف الجواد كما أوقف ناقة النبي (صلّى الله عليه وآله) عند (الحديبية) أن يعترف أصحابه بتلك الأرض التي هي محل التضحية الموعودين بها باخبار النبي أو الوصي صلّى الله عليهما لتطمئن القلوب وتمتاز الرجال ، وتثبت العزائم ، وتصدق المفاداة فتزداد بصيرتهم في الأمر والتأهب للغاية المتوخاة لهم حتى لا يبقى لأحد مجال للتشكيك في موضع كربلا التي هي محل تربته! ولا جزاف في هذا النحو من الأسئلة بعد أن صدر مثله من النبي (صلّى الله عليه وآله) فقد سأل عن اسم الرجلين اللذين قاما لحلب الناقة وعن اسم الجبلين اللذين في طريقه الى (بدر) الم يكن النبي (صلّى الله عليه وآله) عالماً بذلك؟ بلى ، كان عالماً ولكن المصالح الخفية علينا دعته إلى السؤال وقد أشرنا اليها في كتاب (الشهيد مسلم) ص ٩٠ في عنوان (مسلم لا