غانم ، وهاني بن ثبيت الحضرمي ، وأسيد بن مالك ، فداسوا بخيولهم جسد ريحانة الرسول ، وأقبل هؤلاء العشرة إلى ابن زياد يقدمهم اسيد بن مالك يرتجز :
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر |
|
بكل يعبوب شديد الأسر |
فأمر لهم بجائزة يسيرة (١).
وأيّ شهيد أصلت الشمس جسمه |
|
ومشهدها من أصله متولّد |
وأيّ ذبيح داست الخيل صدره |
|
وفرسانها من ذكره تتجمّد |
ألم تك تدري أن روح محمد |
|
كقرآنه في سبطه متجسّد |
فلو علمت تلك الخيول كاهلها |
|
بأنّ الذي تحت السنابك احمد |
لثارت على فرسانها وتمردت |
|
كما انّهم ثاروا بها وتمرّدوا (٢) |
قال البيروني : لقد فعلوا بالحسين ما لَم يفعل في جميع الاُمم بأشرار الخلق ؛ من القتل بالسّيف ، والرمح ، والحجارة ، وإجراء الخيول (٣) ، وقد وصل بعض هذه الخيول إلى مصر ، فقلعت نعالها وسمرت على أبواب الدور تبرّكاً ، وجرت بذلك السنّة عنده ، فصار أكثرهم يعمل نظيرها ويعلّق على أبواب الدور (٤).
فليت أكّفاً حاربتك تقطّعت |
|
وأرجل بغي جاولتك جذام |
وخيلا غدت تردى عليك جواريا |
|
عقرن فلا يلوى لهنّ لجام |
ورضّت قراك الخيل من بعد ما غدت |
|
اولوا الخيل صرعى منك فهي رمام |
اصبت فلا يوم المسرّات نير |
|
ولا قمر في ليلهنّ تمام (٥) |
الرؤوس
وأمر ابن سعد بالرؤوس فقطعت واقتسمتها القبائل ؛ لتتقرّب إلى ابن زياد ،
__________________
(١) اللهوف ص ٧٥ ، ومثير الأحزان لابن نما ص ٤١. وفي مقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٩ زيادة بيت :
حتّى عصينا الله ربّ الأمر |
|
بعضها مع الحسين الطهر |
(٢) من قصيدة للسيّد صالح ابن العلامة السيّد مهدي آل بحر العلوم.
(٣) الآثار الباقية ص ٣٢٩ ، طبعة ليدن ، وطبعة الاوفست.
(٤) كتاب التعجّب للكراجكي ص ٤٦ ملحق بكنز الفوائد.
(٥) لأبي ذيب شيخ يوسف القطيفي المتوفّى (١٢٠٠ ـ).