به من بين العمّال ، وعندها تعتق أو تعود عبداً كما تعبد العبيد (١) فأمّا أنْ تحاربه أو تحمله إليَّ (٢).
سقتك دماً يا ابن عم الحسين |
|
مدامع شيعتك السافحة |
ولا برحت هاطلات العيون |
|
تحييك غادية رائحة |
لانك لم تروِ من شربة |
|
ثناياك فيها غدت طائحة |
رموك من القصر إذ اوثقوك |
|
فهل سَلِمَت فيك من جارحة |
وسحباً تُجَرُّ بأسواقهم |
|
ألست أميرهُمُ البارحة |
أتقضي ولم تبكك الباكيات |
|
أمالك في المصر من نائحة |
لئنْ تقضِ نحباً فكم في زرود |
|
عليك العشية من صائحة (٣) |
السّفر إلى العراق
لمّا بلغ الحسين إنّ يزيد انفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر ، وأمَّره على الحاج ، وولاّه أمر المَوسم ، وأوصاه بالفتك بالحسين أينما وجد (٤) ، عزم على الخروج من مكّة قبل إتمام الحج ، واقتصر على العمرة ؛ كراهية أنْ تستباح به حرمة البيت (٥).
__________________
(١) مقتل العوالم ص ٦٦ ، وتاريخ ابن عساكر ٤ ص ٣٣٢.
(٢) مقتل الخوارزمي ١ ص ٢١٥.
(٣) للسيّد باقر الهندي رحمه الله. لا يخفى أنّ الأقوال في يوم شهادة مسلم ثلاثة ؛ الأول : يوم الثالث من ذي الحِجَّة ذكره في (الأخبار الطوال) ، ويظهر من ابن طاووس في (اللهوف) موافقته فإنّه قال : توجّه الحسين من مكّة لثلاث مضين من ذي الحِجَّة ثمّ قال بعد ذلك ، وكان خروجه من مكّة في اليوم الذي قتل فيه مسلم. الثاني : يوم الثامن من ذي الحِجَّة ، ذكره الوطواط في (غرر الخصائص ص ٢١٠) وهو الظاهر من (تاريخ أبي الفدا ٢ ص ١٩) ، و (تذكرة الخواص ص ١٣٩) قالا : قتل مسلم لثمان مضين من ذي الحِجَّة (وتذكير العدد يراد منه الليلة). الثالث : يوم عرفة ، نصّ عيه المفيد في (الارشاد) ، والكفعمي في (المصباح) ، وهو الظاهر من ابن نما في (مثير الأحزان) ، و (تاريخ الطبري ٦ ص ٢١٥) ، و (مروج الذهب ٢ ص ٩٠) قالوا : وكان ظهور مسلم بالكوفة يوم الثامن من ذي الحِجَّة ، وقد قتل ثاني يوم خروجه. ويحكي المسعودي في (مروج الذهب) قولاً بخروجه يوم التاسع من ذي الحِجَّة ، واذا كان قتله ثاني يوم خروجه تكون شهادته يوم الأضحى.
(٤) المنتخب ص ٣٠٤ الليلة العاشرة.
(٥) ابن نما ص ٨٩ ، وتاريخ الطبري ٦ ص ١٧٧.