كانت عيادته منهم سياطهم |
|
وفي كعوب القنا قالوا : البقاء لكا |
جرّوه فانتهبوا النطع المعد له |
|
وأوطأوا جسمه السعدان والحسكا |
وأقبل ابن سعد إلى النّساء ، فلمّا رأينه بكين في وجهه ، فمنع القوم عنهنّ ، وقد أخذوا ما عليهنّ ولم يردّوا شيئاً (١) ، فوكّل جماعة بحفظهنّ ، وعاد إلى خيمته :
وحائراتٍ أطار القوم أعينها |
|
رعباً غداة عليه خدرها هجموا |
كانت بحيث عليها قومها ضربت |
|
سرادقا ارضه من عزّهم حرم |
يكاد من هيبة أن لا تطوف به |
|
حتّى الملائك لولا انهم خدم |
فغودرت بي أيدي القوم حاسرة |
|
تسبى وليس لها من فيه تعتصم |
نعم لوت جيدها بالعتب هاتفة |
|
بقومها وحشاها ملؤه ضرم |
عجّت بهم مذ على ابرادها اختلفت |
|
ايدي العدوّ ولكن من لها بهم (٢) |
الخيل
ونادى ابن سعد : ألا من ينتدب إلى الحسين فيوطىء الخيل صدره وظهره. فقام عشرة (٣) منهم ؛ إسحاق بن حوية (٤) ، والأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلمة الحضرمي ، وحكيم بن الطفيل السنبسي ، وعمرو بن صبيح الصيداوي ، ورجاء بن منقذ العبدي ، وسالم بن خيثمة الجعفي ، وصالح بن وهب الجعفي ، وواخط بن
__________________
(١) كامل ابن الأثير ٤ ص ٣٢ : ويحدّث مصعب الزبيري بشيء غريب ، فيقول في نسب قريش ص ٥٨ : ابن بعض مَن كان في الجيش أخذ علي بن الحسين (ع) وغيّبه عن النّاس وكان يُكرمه ويُحسن إليه ، فلمّا سمع المنادي يقول : مَن جاء بعلي بن الحسين فله ثلثمئة درهم. جاء وقيّد يدَيه إلى عنقه وأتى به إلى ابن زياد وأخذ الجائزة. وأراد ابن زياد قتله لولا أنّ عمّته زينب وقعت عليه ، وقالت لابن زياد : اقتلني قبله. انتهى.
وأنت إذا عرفت أنّ زين العابدين (ع) مع ما به من المرض هو الكفيل والمحامي لحرم رسول الله (ص) ، فلا يمكّن الله تعالى أحداً منه فيغيبه عن عياله الفواقد ، كيف يكون حالهنّ إذا فقدن المحامي والمصبّر لهن؟ مع أنّ أحداً من المؤرخين لَم يذكره حتّى على الاحتمال البعيد ، لكن الزبيري أراد أن يسوّد صحيفته بالمفتريات.
(٢) للسيّد حيدر الحلّي نور الله ضريحه.
(٣) تاريخ الطبري ٦ ص ١٦١ ، وكامل ابن الاثير ٤ ص ٣٣ ، ومروج الذهب ٢ ص ٩١ ، والخطط المقريزيّة ٢ ص ٢٨٨ ، والبداية لابن كثير ٨ ص ١٨٩ ، وتاريخ الخميس ٣ ص ٣٣٣ ، والإرشاد للشيخ المفيد ، وإعلام الورى للطبرسي ص ٨٨٨ ، وروضة الواعظين ص ٦٦٢ ، ومناقب ابن شهر آشوب ٢ ص ٢٢٤.
(٤) في تاج العروس ٤ ص ٣١ ، مادة حوز : ممَّن قاتل الحسين حويزة كجهينة.