ومذ مال قطب الكون مال وأوشك |
|
انقلاباً يميل الكائنات ويعدم |
وحين ثوى في الأرض قرَّ قرارها |
|
وعادت ومن أوج السّما وهي أعظم |
فلهفي له فرداً عليه تزاحمت |
|
جموع العدى تزداد جهلاً فيحلم |
ولهفي له ظامٍ يجود وحوله |
|
الفرات جرى طامٍ وعنه يحرَّم |
ولهفي له ملقىً وللخيل حافر |
|
يجول على تلك الضلوع وينسم |
ولهفي على أعضاك يابن محمد |
|
تُوزّع في أسيافهم وتسهم |
فجسمك ما بين السّيوف موزَّع |
|
ورحلك ما بين الأعادي مقسّم |
فلهفي على ريحانة الطُّر جسمه |
|
لكلّ رجيم بالحجارة يرجم (١) |
كرامة وهداية
وأقبل القوم يزحفون نحوه ، وكان فيهم عبد الله بن حوزة التميمي (٢) فصاح : أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحاب الحسين : هذا الحسين فما تريد منه؟ قال : يا حسين ، أبشر بالنّار ، قال الحسين : «كذبت ، بل أقدم على ربّ غفور كريم مطاع شفيع. فمَن أنت؟» قال : أنا ابن حوزة. فرفع الحسين يدَيه حتّى بانَ بياض ابطَيه وقال : «اللهمّ ، حزه إلى النّار ، فغضب ابن حوزة وأقحم الفرس إليه وكان بينهما نهر فسقط عنها وعلقت قدمه بالركاب ، وجالت به الفرس وانقطعت قدمه وساقه وفخذه ، وبقي جانبه الآخر معلّقاً بالركاب ، وأخذت الفرس تضرب به كلّ حجر وشجر (٣) ، وألقته في النّار المشتعلة في الخندق فاحترق بها ومات. فخرّ الحسين (ع) ساجداً شاكراً حامداً على إجابة دعائه ، ثمّ إنّه رفع صوته يقول : «اللهمّ ، إنّا أهل بيت نبيّك وذريّته وقرابته ، فاقصم مَن ظلمنا وغصبنا حقّنا إنّك سميع قريب» فقال له : محمّد بن الأشعث أيّ قرابة بينك وبين محمّد؟ فقال الحسين : «اللهمّ إنّ
__________________
(١) من قصيدة لآية الله الحجّة الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء ، ذُكرت بتمامها في كتابنا (قمر بن هاشم).
(٢) في مجمع الزوائد للهيثمي ٩ ص ١٩٣ : ابن جويرة أو جويزة. وفي مقتل الحسين للخوارزمي ١ ص ٢٤٨ : مالك بن جريرة. وفي روضة الواعظين للفتال ص ١٥٩ الطبعة الاُولى : يقال له : ابن أبي جويرة المزني ، وإنّ فرسه نفرت به وألقته في النّار التي في الخندق.
(٣) كامل ابن الأثير ٤ ص ٢٧.