الرأس الأطهر
ودعا يزيد برأس الحسين (ع) ووضعه أمامه في طست من ذهب (١) ، وكان النّساء خلفه ، فقامت سكينة وفاطمة يتطاولان للنّظر إليه ، ويزيد يستره عنهما ، فلمّا رأينه صرخن بالبكاء (٢). ثمّ أذِن للنّاس أنْ يدخلوا (٣). وأخذ يزيد القضيب وجعل ينكت ثغر الحسين (٤) ويقول : يوم بيوم بدر (٥). وأنشد قول الحصين بن الحمام :
أبى قومنا أنْ ينصفونا فأنصفت |
|
قواضب في أيماننا تقطر الدما |
نُفلِّق هاماً من رجال أعزَّة |
|
علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما (٦) |
فقال يحيى بن الحكم بن أبي العاص ، أخو مروان ، وكان جالساً عنده :
لَهامٍ بجنب الطفِّ أدنى قرابة من ابن |
|
زياد العبد ذي الحسب والوغل |
سميّة أمسى نسلها عدد الحصى |
|
وليس لآل المصطفى اليوم من نسل |
__________________
(١) مرآة الجنان لليافعي ١ ص ١٣٥.
(٢) كامل ابن الأثير ٤ ص ٣٥ ، ومجمع الزوائد ٩ ص ١٩٥ ، والفصول المهمّة لابن الصباغ ص ٢٠٥.
(٣) كامل ابن الأثير ٤ ص ٣٥.
(٤) تاريخ الطبري ٦ ص ٢٦٧ ، وكامل ابن الأثير ٤ ص ٣٥ ، وتذكرة الخواص ص ١٤٨ ، والصواعق المحرقة ص ١١٦ ، والفروع لابن مفلح الحنبلي في فقه الحنابلة ٣ ص ٥٤٩ ، ومجمع الزوائد لابن حجر ٩ ص ١٩٥ ، والفصول المهمّة لابن الصباغ ص ٢٠٥ ، والخطط المقريزية ٣ ص ٢٨٩ ، والبداية لابن كثير ٨ ص ١٩٢ ، وشرح مقامات الحريري للشريشي ١ ص ١٩٣ ، آخر المقامة العاشرة ، وأيّام العرب في الإسلام ص ٤٣٥ ، تأليف محمّد أبي الفضل وعلي محمّد البجاوي ومناقب ابن شهر آشوب ٢ ص ٢٢٥. وفي الاتحاف بحبّ الأشراف ص ٢٣ : صار يزيد يضرب ثناياه بالقضيب. وكذ في الآثار الباقية للبيروني ص ٣٣١ ، طبعة الاُوفست : (والنكت) كما في صحاح الجوهري : الضرب. وفي المغرب للمطرزي ٢ ص ٢٢٧ : نكتت خدّها بإصابعها : أي نقرته وضربته. وفي مقاييس اللغة لابن فارس ٥ ص ٤٧٥ : نكت في الأرض بقضيبه ، ينكت : إذا أثّر فيها.
(٥) مناقب ابن شهر آشوب ٢ ص ٢٢٦.
(٦) كامل ابن الأثير ٤ ص ٣٥ ، والفصول المهمّة لابن الصباغ ص ٢٠٥ : والبيت الأول عند اليافعي في مرآة الجنان ١ ص ١٣٥.
صبرنا فكان الصبر منّا عزيمةً |
|
وأسيافنا يقطعن كفّا ومعصما |
ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / ١٤٨ ، مع تغيير في بعض ألفاظه. وجماعة من المؤرخين اقتصروا على البيت الثاني ، منهم الشريشي في شرح مقامات الحريري ١ / ١٩٣ ، والأندلسي في العقد الفريد ٢ / ٣١٣ وابن كثير في البداية ٨ / ١٩٧ ، والشيخ المفيد في الإرشاد ، وابن جرير الطبري في التاريخ ٦ ص ٢٦٧ ، وقال : البيت للحصين بن الحمام المري.