يمثل الكرّار في كرّاته |
|
بل في المعاني الغرّ من صفاته |
ليس يد الله سوى أبيه |
|
وقدرة الله تجلَّت فيه |
فهو يد الله وهذا ساعده |
|
تغنيك عن إثباته مشاهده |
صولته عند النزال صولته |
|
لولا الغلوُّ قلت جلت قدرته (١) |
بنو أسد
واستأذن حبيب بن مظاهر من الحسين أنْ يأتي بني أسد وكانوا نزولاً بالقرب منهم فأذِن له ، ولمّا أتاهم وانتسب لهم عرفوه ، فطلب منهم نصرة ابن بنت رسول الله فإنّ معه شرف الدنيا والآخرة ، فأجابه تسعون رجلاً ، وخرج من الحي رجل أخبر ابن سعد بما صاروا إليه ، فضمّ إلى الأزرق أربعمئة رجل وعارضوا النّفر في الطريق واقتتلوا ، فقُتل جماعة من بني أسد وفرّ مَن سلِم منهم إلى الحي فارتحلوا جميعاً في جَوف الليل خوفاً من ابن سعد أنْ يبغتهم ، ورجع حبيب إلى الحسين وأخبره ، فقال : «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العظيم» (٢).
اليوم التاسع
ونهض ابن سعد عشيّة الخميس لتسع خلون من المحرّم ، ونادى في عسكره بالزحف نحو الحسين ، وكان (عليه السّلام) جالساً أمام بيته محتبياً بسيفه ، وخفق برأسه فرأى رسول الله يقول : انّك صائر إلينا عن قريب. وسمعت زينب أصوات الرجال وقالت لأخيها : قد اقترب العدوّ منّا.
فقال لأخيه العبّاس : «اركب بنفسي أنت (٣) حتّى تلقاهم ، واسألهم عمّا
__________________
(١) للحجّة آية الله الشيخ محمّد حسين الاصفهاني قدس سره.
(٢) البحار عن مقتل محمّد بن أبي طالب الحائري ، ومقتل الخوارزمي ١ ص ٢٤٣.
(٣) الطبري ٦ ص ١٣٧ ، وروضة الواعظين ص ١٥٧ ، والارشاد للمفيد ، والبداية لابن كثير ٨ ص ١٧٦.
غير خاف ما في هذه الكلمة الذهبية من مغزى دقيق ، ترى الفكر يسف عن مداه وأنّى له أن يحلق إلى ذروة الحقيقة من ذات طاهرة تُفتدى بنفس الإمام علّة الكائنات والفيض الأقدس للممكنات.