ألم تك تدري أنَّ روح محمَّد |
|
كقرآنه في سبطه متجسَّد |
فلو علمت تلك الخيلول كاهلها |
|
بأنَّ الذي تحت السنابك أحمد |
لثارت على فرسانها وتمرَّدت |
|
عليهم كما ثاروا بها وتمرَّدوا |
فرى الغيّ نحراً يغبط البدر نوره |
|
وفي كل عرق منه للحق فرقد |
وهشَّم أضلاعاً بها العطف مودع |
|
وقطَّع أنفاساًبها اللطف موجد |
وأعظم ما يشجي النّفوس حرائر |
|
تضام وحاميها الوحيد مقيَّد |
فمن موثَق يشكو التشدّد من يد |
|
وموثقة تبكي فتلطمها اليد |
كأنَّ رسول الله قال لقومه |
|
خذوا وتركم من عترتي وتشدَّدوا (١) |
طغيان الأشدق
قال ابن جرير : أرسل ابن زياد عبد الملك بن الحارث السّلمي إلى المدينة ليبشّر عمرو بن سعيد الأشدق (٢) بقتل الحسين ، فاعتذر بالمرض ، فلم يقبل منه ، وكان ابن زياد شديد الوطأة لا يصطلى بناره ، وأمره أن يجدَّ السّير ، فإن قامت به الراحلة يشتري غيرها ، ولا يسبقه الخبر من غيره ، فسار مجدَّاً حتّى إذا وصل المدينة لقيه رجل من قريش وسأله عمّا عنده فقال له : الخبر عند الأمير. ولمّا أعلم ابن سعيد بقتل الحسين ، فرح واهتزّ بشراً وشماتة.
وأمر المنادي أن يعلن بقتله في أزقّة المدينة ، فلم يسمع ذلك اليوم واعية مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على سيّد شباب أهل الجنّة واتّصلت الصيحة بدار الأشدق فضحك وتمثّل بقول عمرو بن معد يكرب :
عجَّت نساء بني زياد عجَّة |
|
كعجيج نسوتنا غداة الأرنب |
ثمّ قال : واعية بواعية عثمان (٣).
__________________
(١) من قصيدة للسيد صالح ابن العلامة السيّد مهدي بحر العلوم.
(٢) في مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي ٥ ص ٢٤٠ ، وتطهير الجنان على هامش الصواعق المحرقة ص ١٤١ : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول : «ليرعفنّ على منبري جبّار من جبابرة بني اُميّة فيسيل رعافه» وقد رعف عمرو بن سعيد وهو على منبره (ص) حتّى سال رعافه.
(٣) تاريخ الطبري ٦ ص ٢٦٨.