يعلم أنّي اُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار».
فرجع العبّاس واستمهلهم العشيّة. فتوقّف ابن سعد وسأل من النّاس فقال عمرو بن الحَجّاج : سبحان الله! لو كانوا من الديلم وسألوك هذا لكان ينبغي لك أنْ تجيبهم إليه. وقال قيس بن الأشعث : أجبهم إلى ما سألوك ، فلَعمري ليستقبلك بالقتال غدوة. فقال ابن سعد : والله لو أعلم أنّه يفعل ما أخّرتهم العشية. ثمّ بعث إلى الحسين : إنّا أجّلناكم إلى غد ، فإنْ استسلمتم سرحنا بكم إلى الأمير ابن زياد ، وإنْ أبيتم فلسنا تاركيكم (١).
ضلّت اُميّة ماتر |
|
يد غداة مقترع النصول |
رامت تسوق المصعب |
|
الهدار مستاق الذليل |
ويروح طوع يمينها |
|
قود الجنيب أبو الشبول |
رامت لعمرو ابْن النبي |
|
الطُّهر ممتنع الحصول |
وتيمَّمت قصد المحال |
|
فما رعت غير المحول |
ورنت على السغب السرا |
|
ب بأعين في المجد حول |
وغوى بها جهل بها |
|
والبغي من خلق الجهول (٢) |
الضمائر الحرّة
وجمع الحسين أصحابه قرب المساء قبل مقتله بليلة (٣) فقال : «اُثني على الله أحسن الثناء وأحمده على السرّاء والضرّاء ، اللهمّ إنّي أحمدك على أنْ أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدةً ، ولَم تجعلنا من المشركين. أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي جميعاً (٤).
__________________
(١) الطبري ٦ ص ٣٣٧.
(٢) للكعبي رحمه الله.
(٣) اثبات الرجعة للفضل بن شاذان ، هكذا عرفه وهو بالغيبة أنسب فانّه لو يوجد فيه من أخبار الرجعة إلا حديث واحد.
(٤) الطبري ٦ ص ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، وكامل ابن الأثير ٤ ص ٣٤.