فقال لها الإمام السّجاد (ع) : «اسكتي يا عمّة ، فأنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة ، وفهِمة غير مفهَّمة» (١).
فقطعت العقيلة الكلام ، وأدهشت ذلك الجمع المغمور بالتمويهات والمطامع ، وأحدث كلامها إيقاظاً في الأفئدة ولفتة في البصائر ، وأخذت خطبتها من القلوب مأخذاً عظيماً ، وعرفوا عظيم الجناية ، فلا يدرون ما يصنعون.
فعن الوصي بلاغة خُصّت بها |
|
أعيت برونقها البليغ الاخطبا |
ما استرسلت إلاّ وتحسب أنّها |
|
تستلّ من غرر الخطابة مقضباً |
أو أنّها اليزنيّ في يد باسل |
|
أخلى به ظهراً وأوهى منكبا |
أو أنّها تقتاد منها فيلقاً |
|
وتسوق من زمر الحقائق موكبا |
أو أنّ في غاب الإمامة لبوة |
|
لزئيرها عنت الوجوه تهيّبا |
أو أنّها البحر الخضمّ تلاطمت |
|
أمواجه علماً حجى بأساً إبا |
أو أنّ من غضب الإله صواعقاً |
|
لَم تلف عنها آل حرب مهربا |
أو أنّ حيدرة على صهواتها |
|
يفني كراديس الضّلال ثباً ثبا |
أو أنّه ضمته ذروة منبر |
|
فأنار نهجاً للشريعة ألحبا |
أو أنّ في اللأوى عقيلة هاشم |
|
قد فرّقت شمل العمى ايدي سبا (٢) |
خطبة فاطمة بنت الحسين
وخطبت فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) (٣) فقالت :
__________________
(١) احتجاج الطبري ص ١٦٦ طبعة النّجف.
(٢) من قصيدة للعلامة ميرز محمّد علي الاوردبادي في العقيلة زينب (عليها السّلام).
(٣) كانت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) جليلة القدر عظيمة المنزلة وكانت لها المكانة العالية من الدين وقد شهد بذلك أبوها سيد الشهداء لما جاء اليه الحسن المثنى يخطب احدى ابنتيه فقال (عليه السلام) كما في اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص ٢٠٢ : إني اختار لك فاطمة فهي أكثر شبهاً بأمي فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار وفي الجمال تشبه الحور العين.
وفي تهذيب التهذيب لابن حجر ج ١٢ ص ٤٤٢ روت الحديث عن أبيها وأخيها زين العابدين وعمتها زينب وابن عباس وأسماء بنت عميس وروى عنها أولادها عبد الله وابراهيم وحسين وام جعفر بنو الحسن المثنى وروى عنها ابو المقدام بوساطة امه وروى عنها زهير بن معاوية بوساطة أمه وفي خلاصة تذهيب الكمال ص ٤٢٥ خرج أصحاب السنن أحاديثها منهم : الترمذي وأبو داود والنسائي في مسند علي وابن ماجة القزويني وقال ابن حجر العسقلاني وقع ذكرها في كتاب الجنائز من صحيح البخاري ووثقها ابن حبان. ونص على وفاتها