بسم الله الرحمن الرحيم
الحسين (ع)
يوم عاشوراء
قال ابن قَولويه والمسعودي (١) : لمّا أصبح الحسين يوم عاشوراء وصلّى بأصحابه صلاة الصبح ، قام خطيباً فيهم حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «إنّ الله تعالى أذِن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم ، فعليكم بالصبر والقتال». ثمّ صفّهم للحرب وكانوا اثنين وثمانين فارساً وراجلاً ، فجعل زهير بن القين في المَيمنة ، وحبيب بن مظاهر في المَيسرة ، وثبت هو (عليه السّلام) وأهل بيته في القلب (٢) ، وأعطى رايته أخاه العباس (٣) ؛ لأنّه وجد قمر الهاشميين أكفأ ممَّن معه لحملها ، وأحفظهم لذمامه وأرأفهم به ، وأدعاهم إلى مبدئه وأوصلهم لرحمه ، وأحماهم لجواره وأثبتهم للطعان ، وأربطهم جأشاً وأشدّهم مراساً (٤).
وأقبل عمر بن سعد نحو الحسين (عليه السّلام) في ثلاثين ألفاً وكان رؤساء
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٧٣ ، وإثبات الوصيّة ص ١٣٩ ، المطبعة الحيدرية.
(٢) مقتل الخوارزمي ٢ ص ٤.
(٣) تاريخ الطبري ٦ ص ٢٤١ ، وتذكرة الخواص ص ١٤٣ الطبعة الحجريّة.
(٤) اختلف المؤرّخون في عدد أصحاب الحسين ؛ الأول : أنّهم اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، ذكره الشيخ المفيد في الإرشاد ، والطبرسي في إعلام الورى ص ١٤٢ ، والفتال في روضة الواعظين ص ١٥٨ ، وابن جرير في التأريخ ٦ ص ٢٤١ ، وابن الأثير في الكامل ٤ ص ٢٤ ، والقرماني في أخبار الدول ص ١٠٨ ، والدينوري في الأخبار الطوال ص ٣٥٤.
الثاني : إنّهم إثنان وثمانون راجلاً ، نسبه في الدمعة الساكبة / ٣٢٧ إلى الرواية وهو المختار.
الثالث : ستون راجلاً ، ذكره الدميري في حياة الحيوان في خلافة يزيد ١ / ٧٣.
الرابع : ثلاثة وسبعون رجلاً ، ذكره الشريشي في شرح مقامات الحريري ١ / ١٩٣.
الخامس : خمسة وأربعون فارساً ونحو مئة راجل ذكره ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ الشام ٤ / ٣٣٧.
السادس : إثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، ذكره الخوارزمي في المقتل ٢ / ٤.
السابع : واحد وستّون رجلاً ، ذكره المسعودي في إثبات الوصيّة / ٣٥ ، طبع المطبعة الحيدرية.