أفدي الاولى للعلى أسرى بهم ظعن |
|
وراء حادٍ من الأقدار يزعجه |
رَكْبٌ على جنة الماوى معرِّسه |
|
لكن على محن البلوى معرِّجه |
مِثل الحسين تضيق الأرض فيه فلا |
|
يدري إلى أين ماواه ومولجه |
ويطلب الأمن بالبطحا وخوف بني |
|
سفيان يقلقه منها ويخرجه |
وهو الذي شَرُفَ البيت الحرام به |
|
ولاح بعد العمى للناس منهجه |
يا حائراً لا وحاشا نور عزمته |
|
بمن سواك الهدى قد شع مسرجه |
وواسع الحلم والدنيا تضيق به |
|
سواك ان ضاق خطب من يفرِّجه |
ويا مليكاً رعاياه عليه طغت |
|
وبالخلافة باريه متوِّجه (١) |
في مكّة
وفي مكّة كتب الحسين (ع) نسخة واحدة إلى رؤساء الأخماس بالبصرة وهم ؛ مالك بن مسمع البكري (٢) ، والأحنف بن قيس ، والمنذر بن الجارود (٣) ، ومسعود بن عمرو ، وقيس بن الهيثم ، وعمرو بن عبيد بن معمر. وأرسله مع مولى له يقال له سليمان (٤) وفيه : «أمّا بعد ، فإنَّ الله اصطفى محمداً (ص) من خلقه وأكرمه بنبوّته واختاره لرسالته ، ثمّ قبضه إليه ، وقد نصح لعباده وبلّغ ما اُرسل به (ص) وكنّا أهله وأولياءه وورثته وأحقّ النّاس بمقامه في النّاس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممَّن تولاه ، وقد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه ، فإنّ السُنَّة قد اُميتت والبدعة قد اُحييت ، فإنْ
__________________
(١) لحجّة الإسلام الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء قدّس سرّه.
(٢) في تاريخ الطبري ٦ ص ٦٣ الطبعة الاُولى سنة ٣٨ : كان مالك بن مسمع مائلاً إلى بني أمية وإليه لجأ مروان يوم الجمل.
(٣) في الاصابة ٣ ص ٤٨٠ : كان المنذر بن الجارود مع علي (ع) يوم الجمل ، وأمّره على اصطخر ، واُمّه اُمامة بنت النعمان ، وولاه عبيد الله بن زياد الهند ، فمات هناك سنة ٦١ ، وعند خليفة : ولاه السند فمات به سنة ٦٢.
وفي تاريخ الطبري ٧ ص ١٨٣ الطبعة أولى سنة ٧١ : أنّ مصعب بن الزبير قال للحكم بن المنذر بن الجارود : كان الجارود علجا بجزيرة (ابن كاوان) فارسياً ، فقطع إلى ساحل البحر فانتمى إلى عبد القيس ، ولا والله ما أعرف حياً أكثر اشتمالا على سوأة منهم ثم انكح اخته المكعبر الفارسي فلم يصب شرفاً قط.
(٤) هذا في تاريخ الطبري ٦ ص ٢٠٠ ، وفي اللهوف ص ٢١ : يكنّى أبا رزين ، وفي مثير الأحزان ص ١٢ : أرسله مع ذراع السدوسي.