تلك المهازل يشتكيها مسجد |
|
ذهبت بروعته ويبكي منبر |
فشكت إليك وما شكت إلاّ إلى |
|
بطل يغار على الصلاح ويثأر |
تطوى الفضائل ما عظمن وهذه |
|
اُمّ الفضائل كلَّ عام تنشر |
جرداء ذابلة الغصون سقيتها |
|
بدم الوريد فطاب غرس مثمر |
وعلى الكريهة تستفزُّك نخوة |
|
حمراء دامية ويوم أحمر |
شكت الشريعة من حدود بُدّلَتْ |
|
فيها وأحكام هناك تغيَّر |
سلبت محاسنها اُميّة فاغتدت |
|
صوراً كما شاء الضلال تصوَّر |
عصفت بها الأهواء فهي أسيرة |
|
تشكو وهل غير الحسين محرِّر |
وافى بفتيته الصّباح فساقهم |
|
للدِّين قربان الإله فجزِّروا |
أدّى الرسالة ما استطاع |
|
وإنّما تبليغها بدم يطلّ ويهدر |
فبذمّة الإصلاح جبهة ماجد |
|
تدمى ووضّاح الجبين يعفَّر |
لبّيك منفرداً اُحيط بعالم تحصى |
|
الحصى عدداً وما إن يحصر |
لبّيك ظام حلأوه عن الروى |
|
وبراحتيه من المكارم أبحر |
هذي دموع المخلصين فروّ من |
|
عبراتها كبداً تكاد تفطَّر |
واعطف على هذي القلوب فإنّها |
|
ودَّت لَو أنّك في الأضالع تقبر |
يتزاحمون على استلام مشاعر |
|
من دون روعتها الصّفا والمشعر |
ركبوا لها الأخطار حتّى لَو غدت |
|
تُبرى الأكفّ أو الجماجم تنثر |
وافوك يوم الأربعين وليتهم |
|
حضروك يوم الطّف إذ تستنصر |
وجدوا سبيلكم النّجاة وإنّما |
|
نصبوا لها جسر الولاء ليعبروا |
وتأمّلوك لساعةٍ مرهوبةٍ |
|
إمّا الحميم بها وإمّا الكوثر |
وسيعلم الخصمان إنْ وافوك مَن |
|
يرد المعين ومَن يذاد ويصدر (١) |
في المدينة
لَم يجد السجّاد (ع) بدّاً من الرحيل من كربلاء إلى المدينة بعد أنْ أقام ثلاثة أيّام ؛ لأنّه رأى عمّاته ونساءه وصبيته نائحات الليل والنّهار ، يقمن من قبر ويجلسن عند آخر.
__________________
(١) للعلاّمة الشيخ عبد المهدي مطر النّجفي.