لجراح يدي وليعظمنَّ جرحك بلساني ونقضي وإبرامي ، لا يستفزنَّك الجدل فلن يمهلك الله بعد قتْل عترة رسول الله إلاّ قليلاً حتّى يأخذك الله أخذاً عزيزاً ويخرجك من الدنيا آثماً مذموماً ، فعش لا أباً لك ما شئت ولقد أرداك عند الله ما اقترفت (١).
السّبايا إلى الشام
وبعث ابن زياد رسولاً إلى يزيد يخبره بقتْل الحسين (ع) ومَن معه وأنّ عياله في الكوفة وينتظر أمره فيهم ، فعاد الجواب بحملهم والرؤوس معهم (٢).
وكتب رقعةً ربط فيها حجراً ورماه في السّجن المحبوس فيه آل محمّد (صلّى الله عليه وآله) وفيها : خرج البريد إلى يزيد بأمركم في يوم كذا ، ويعود في كذا ، فإذا سمعتم التكبير فأوصلوا وإلاّ فهو الأمان. ورجع البريد من الشام يخبر بأنْ يسرّح آل الحسين إلى الشام (٣).
فأمر ابن زياد زجر بن قيس وأبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن ظبيان في جماعة من الكوفة أنْ يحملوا رأس الحسين ورؤوس مَن قُتل معه إلى يزيد (٤).
وقيل ذهب برأس الحسين (ع) مجبر بن مرّة بن خالد بن قناب بن عمر بن قيس بن الحرث بن مالك بن عبيد الله بن خزيمة بن لؤي (٥).
وسرّح في أثرهم علي بن الحسين مغلولة يدَيه إلى عنقه وعياله معه (٦) على
__________________
(١) رتّبنا الكتاب من مجمع الزوائد لأبي بكر الهيثمي ٧ ص ٢٥٠ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ٤ ص ١٨ الطبعة الاُولى ، ومقتل الحسين للخوارزمي ٢ ص ٧٧ ، وكامل ابن الأثير ٤ ص ٥٠ (سنة ٦٤) ، وعليه مروج الذهب للمسعودي.
(٢) اللهوف ص ٩٥ و ٩٧.
(٣) الطبري ٦ ص ٢٦٦ ، وفي صفحة ٩٦ ذكر : إنّ أبا بكرة أجّله بسر بن أرطاة اُسبوعاً على أنْ يذهب إلى معاوية ، فرجع من الشام في اليوم السّابع. وفي مثير الأحزان لابن نما ص ٧٤ : إنّ عميرة أرسله عبد الله بن عمر إلى يزيد ومعه كتاب إلى ابن زياد ليطلق سراح المختار الثقفي ، فكتب يزيد بذلك إلى عبيد الله بن زياد ، فجاء عميرة بالكتاب إلى الكوفة وقد قطع المسافة بين الشام والكوفة بأحد عشر يوماً.
(٤) الطبري ٦ ص ٢٦٤ ، وابن الأثير ٤ ص ٣٤ ، والبداية ٨ ص ١٩١ ، والخوارزمي ، وإرشاد المفيد ، وإعلام الورى ص ١٤٩ ، واللهوف ص ٩٧.
(٥) الإصابة ٣ ص ٤٨٩ ، بترجمة مرّة.
(٦) تاريخ الطبري ٦ ص ٢٥٤ ، والخطط المقريزيّة ٢ ص ٢٨٨.