وآل حرب حاربوا ربَّ السّما |
|
فيه وحلَّلوا الدم المحرَّما |
وانتهكوا حرمة سادات الحرم |
|
وارتكبوا ما أمطر السّماء دم |
يا آل حرب لا لقيتم سَلَماً |
|
ولا وقيتم من لسان ذما |
لُعنتُمُ في الأرض والسّماء |
|
على لسان جملة الأحياء |
بشراكُمُ بالويل والثبور |
|
وبالعذاب يوم نَفخ الصور |
كم حرة للمصطفى هتكتُمُ |
|
وكم دم لِولده سفكتُمُ |
يا امة الخذلان والكفران |
|
وعصبة الضلال والشيطان |
بأي عين تبصرون جَده |
|
وقد فعلتم ما فعلتم بعده |
جزرتُمُ جزر الأضاحي نسله |
|
وسقتُمُ سوق الاماء أهله |
نسيتُمُ احسان يوم الفتح |
|
نسيتُمُ فيه جميل الصفح |
قد كنتُمُ لولا بدور هاشم |
|
سراً يضيع في ضلوع كاتم |
بهم تسنمتم ذرى المنابر |
|
كما علوتم صهوة المفاخر (١) |
يزيد بعد معاوية
لمّا هلك معاوية بدمشق للنصف من رجب سنة ستين هجرية ، كان ابنه يزيد في حوران ، فأخذ الضحّاك بن قيس أكفانه ورقى المنبر ، فقال بعد الحمد لله والثناء عليه : كان معاوية سور العرب وعونهم وجدّهم ، قطع الله به الفتنة وملّكه على العباد وفتح به البلاد ، إلا أنّه قد مات وهذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها ، ومدخلوه قبره ومخلّون بينه وبين عمله ، ثمّ هو البرزخ إلى يوم القيامة ، فمَن كان منكم يريد أنْ يشهد فليحضر.
ثمّ صلّى عليه الضحّاك ، ودفنه بمقابر باب الصغير وأرسل البريد إلى يزيد يعزّيه بأبيه ، والإسراع في القدوم ؛ ليأخذ بيعةً مجددةً من النّاس (٢) ، وكتب في أسفل الكتاب (٣) :
__________________
(١) المقبولة الحسينية ص ٩ للحجة آية الله الشيخ هادي كاشف الغطاء قدّس سره.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير ٨ ص ١٤٣.
(٣) مقتل الخوارزمي ج ١ ص ١٧٨.