هذي الخلافة لا وليٌّ لها ولا |
|
كفؤ وإنّك من خياركفاتها |
فأتى يزجُّ اليعملات بمعشر |
|
كالأسد والاشطان منغاباتها |
وحصان ذيل كالأهلة اوجهاً |
|
بسنائها وبهائها وصفاتها |
ما زال يخترق الفلا حتّى أتى |
|
أرض الطفوف وحلَّ في عرصاتها |
وإذا به وقف الجواد فقال يا |
|
قوم اخبروني عن صدوق رواتها |
ما الأرض قالوا ذي معالم كربلا |
|
ما بال طرفك حادَ عن طرقاتها |
قال انزلوا فالحكم في أجداثنا |
|
ان لا تشق سوى على جنباتها |
حطَّ الرحال وقال يصلح عضبه |
|
الماضي لقطع البيض في قمّاتها |
بينا يجيل الطرف إذ دارت به |
|
زمر يلوح الغدر من راياتها |
ما خلت أنَّ بدور تم بالعرا |
|
تمسي (بنو الزرقاء) من هالاتها (١) |
جواب الحسين
ولمّا اجتمع عند الحسين ما ملأ خرجين ، كتب إليهم كتاباً واحداً دفعه إلى هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي وكانا آخر الرُسُل ، وصورته : «بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين أمّا بعد ، فإنّ هانئاً وسعيداً قدما عليَّ بكتبكم ـ وكانا آخر مَن قدِم عليَّ من رُسُلكم ـ وقد فهمتُ كلّ الذي قصصتم وذكرتم ، ومقالة جلّكم أنّه ليس علينا إمام فأقبِل لعلَّ الله يجمعنا بك على الهدى والحقّ ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي ، وأمرته أنْ يكتب إليَّ بحالكم وأمركم ورأيكم ، فإنْ كتب أنّه قد اجتمع رأي ملأكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قَدِمت عليَّ به رُسُلكم وقرأتُ في كتبكم ، أقدِم عليكم وشيكاً إنْ شاء الله ، فلعَمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحقّ والحابس نفسَه على ذات الله ، والسّلام» (٢). ثمّ دفع الكتاب إلى مسلم بن عقيل ، وقال له : «إنّي موجّهك إلى أهل الكوفة ، وسيقضي الله من أمرك ما يُحبّ ويرضى ، وأنا أرجو أنْ أكون أنا وأنت في
__________________
(١) من قصيدة في الحسين للشيخ محمّد بن اسماعيل البغدادي الحلّي ، الشهير بابن الخلفة ، المتوفى سنة ١٢٤٧ (شعراء الحلة ٥ ص ١٧٤).
(٢) الطبري ٦ ص ١٩٨ ، والأخبار الطوال ص ٢٣٨.