يوم عاشوراء
لَو كان يدري يوم عاشوراء |
|
ما كان يجري فيه من بلاء |
ما لاح فجره ولا استنارا |
|
ولا أضاءت شمسه نهارا |
سوّد حزناً أوجه الأيام |
|
وأوجه الشهور والأعوام |
الله ما أعظمه من يوم |
|
أزال صبري وأطار نومي |
اليوم أهل آية التطهير |
|
بين صريع فيه أو عفير |
اليوم قد مات الحفاظ واُلوفا |
|
اليوم كاد الدّين يقضي أسفا |
اليوم نامت أعين الأعداء |
|
وسهدِّت عيون ذي الولاء |
وَيلي وهل يجدي حزيناً |
|
ويل لأضلع تدوسهنَّ الخيل |
وارؤس على الرماح ترفع |
|
وجثث على الصعيد تُوضَع |
وثاكل تبدو من الخدور |
|
تعجُّ بالويل وبالثبور |
ومرضع ترنو إلى رضيع |
|
على التراب فاحص صريع |
ونسوة تسبى على النياق |
|
حسرى تعاني ألم الفراق |
أهمّ شيء لذوي الولاء |
|
أن يجلسوا للنوح والعزاء |
فيه تقام سنن المصاب |
|
والترك للطعام والشراب (١) |
لقد مرّ هذا اليوم على آل محمّد (صلّى الله عليه وآله) وكلّه شجاء مترامي الأطراف ، أثّرت فجائعه في القلوب فأذابتها وفي المدامع فأدمتها ، فلا تسمع فيه إلاّ صرخة فاقد وزفرة ثاكل وحنة محزون ، ولا تبصر إلاّ كلّ أشعث قد أنهكه ألم المصاب ، ومغبر يذري على رأسه التراب ، إلى لادم صدراً وصاك جبهته وقابض على فؤاد وصافق بيده الاُخرى ، وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ؛ لكن لوعة المصاب أليمة وكوارثه عظيمة. ولَو يكشف لك عن الملأ الأعلى لسمعت لعالم الملكوت صرخة وحنة ، وللحور في غرف الجنان نشيجاً ونحيباً ولأئمّة الهدى بكاءاً وعويلاً.
ولا بدع ؛ فالفقيد فيه عبق الرسالة وألق الخلافة وإكليل تاج الإمامة ، وهو سبط المصطفى وبضعة فاطمة الزهراء وفلذة كبد الوصي المرتضى وشقيق السّبط
__________________
(١) المقبولة الحسينية ص ٦٢ ، لحجة الإسلام آية الله الشيخ هادي آل كاشف الغطاء قدس الله سره.