بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة المؤلّف
بقلم السيّد محمّد حسين المقرَّم
مدرّس في ثانوية الكندي
١ ـ تمهيد
أ ـ نافح أئمّة الهدى عن شريعة سيّد المرسلين ، فأقاموا معالم الدِّين وأوضحوا السنن ونشروا ألوية الحق ، وهم يلقون التعاليم كلّما وأتتهم الفرصة وسنحت لهم السانحة. وقد كابدوا في سبيل ذلك شتّى البلايا والمحن ، وصابروا كلّما اعتكر الجو في وجوههم ، ونفّس عليهم أعداؤهم وحقد عليهم الشانئون والمبغضون ؛ فقسمٌ قُطِّعت أمعاؤهم وفُتِّت أكبادهم ، وآخرون سيوفٌ وزَّعت أوصالهم ، وسجون دامسة اُلقوا في غياهبها ، ولكن أنوار الحقِّ كانت كاشفةً لظلماء الضلال ، وصدق الحقيقة مزهق للباطل الزائف ، وقد أنمحت قرون وأتت أجيالٌ ، وعلماءُ شريعةِ بيت العصمة يحوطونها ، ويتكفلون مدارستها واستجلاء غوامضها واستكناه لبابها. وقد حظيت علوم آل البيت (عليهم السّلام) بكثير من العناية ، وحفلت بكثير من الإهتمام ، فزخرت اُمهات المدن الإسلامية بجهابذة أفذاذ ، وعلماء أساطين ؛ قعَّدوا القواعد وفرّعوا الفروع ، وجالت أقلامهم في كلِّ ميدان ، وصالت مزابرهم في كل رحب من رحاب العلم ، وركضت أفراسهم في كل مضمار من مضامير المعارف والعلوم.
ب ـ وأجدني لست بصدد الحديث عن هذه العلوم التي ألّفوا فيها ، والفنون التي صنّفوا في مسائلها او أوقفوا أنفسهم وحياتهم في صيانة نفائسها ؛ فإنّ مكتبات العالم الغربي ـ في كبريات مُدنه ـ تزخر باعداد هائلة من تلك المؤلفات الجليلة ، وتزدحمت صالات معاهدها باُلوف المؤلفات ممّا حررته أقلام اولئك الاساطين ؛ ناهيك بما تضمّه المدن الإسلامية في الشرق من هذه المؤلفات الجليلة ، والمصنّفات العتيدة. وجاءت دُور النّشر والمعاهد العلميّة