«صبراً على قضائك يا ربّ ، لا إله سواك يا غياث المستغيثين (١) ، مالي ربّ سواك ولا معبود غيرك ، صبراً على حكمك ، يا غياث مَن لا غياث له يا دائماً لا نفاد له ، يا محيي الموتى ، يا قائماً على كلّ نفس بما كسبت ، احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين» (٢).
فإنْ يكُ إسماعيل أسلم نفسه |
|
إلى الذّبح في حجر الذي هو راحمه |
فعاد ذبيح الله حقاً ولم تكن |
|
تصافحه بيض الظّبي وتسالمه |
فان حسيناً أسلم النفس صابراً |
|
على الذبح في سيف الذي هو ظالمه |
ومن دون دين الله جاد بنفسه |
|
وكلّ نفيس كي تُشاد دعائمه |
ورضّت قراه العاديات وصدره |
|
وسيقت على عجف المطايا كرائمه (٣) |
الجواد
وأقبل الفرس يدور حوله ويلطّخ ناصيته بدمه (٤) فصاح ابن سعد : دونكم الفرس ؛ فإنّه من جياد خيل رسول الله (ص). فأحاطت به الخيل ، فجعل يرمح برجلَيه حتّى قتل أربعين رجلاً وعشرة أفراس. فقال ابن سعد : دعوه لننظر ما يصنع. فلمّا أمِن الطلب أقبل نحو الحسين (ع) يمرّغ ناصيته بدمه ويشمّه ويصهل صهيلاً عالياً (٥) ، قال أبو جعفر الباقر (ع) : «كان يقول : الظليمة ، الظليمة ، من اُمّة قتلتْ ابن بنت نبيّها». وتوجّه نحو المخيّم بذلك الصهيل (٦) ، فلمّا نظرن النّساء إلى الجواد مخزياً والسّرج عليه ملويّا خرجن من الخدور ناشرات الشعور ، على الخدود لاطمات وللوجوه سافرات ، وبالعويل داعيات ، وبعد العزّ مذللات ، وإلى مصرع الحسين (ع) مبادرات (٧).
فواحدة تحنو عليه تضمّه |
|
واُخرى عليهِ بالرداء تظلّل |
__________________
(١) أسرار الشهادة ص ٤٢٣.
(٢) رياض المصائب ص ٣٣.
(٣) من قصيدة للعلامة الشيخ محمّد تقي آل صاحب الجواهر.
(٤) أمالي الصدوق ص ٩٨ ، المجلس الثلاثون ، ومقتل الخوارزمي ص ٣٧ ، وتظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١٢٨.
(٥) تظلّم الزهراء (عليها السّلام) ص ١٢٩ ، والبحار ١٠ ص ٢٠٥.
(٦) مقتل الخوارزمي ٢ ص ٣٧.
(٧) زيارة النّاحية المقدسة.