يزيد وغطّاها وقال لها : اعولي عليه يا هند ، فإنّه صريخة بني هاشم عجّل عليه ابن زياد (١).
وأمر يزيد بالرؤوس أنْ تُصلب على أبواب البلد والجامع الاُموي ، ففعلوا بها ذلك (٢).
وفرح مروان بقتل الحسين (ع) فقال :
ضربت دوسر فيهم ضربة |
|
أثبتت أوتاد مُلكٍ فاستقر |
ثمّ جعل ينكت بالقضيب في وجهه ويقول :
يا حبّذا بردك في اليدَين |
|
ولونك الأحمر في الخدَّين |
كأنّه بات بعسجدين |
|
شفيت منك النّفس يا حسين(٣) |
الشامي مع فاطمة
قال الرواة : نظر رجال شامي إلى فاطمة بنت علي (٤) فطلب من يزيد أنْ يهبها له لتخدمه ، ففزعت ابنة أمير المؤمنين وتعلّقت باُختها العقيلة زينب وقالت : كيف
__________________
(١) المقتل للخوارزمي ٢ ص ٧٤.
(٢) نفَس المهموم ص ٢٤٧.
(٣) رياض الأحزان ص ٥٩ ومثير الأحزان لابن نما ص ٥ واقتصر سبط ابن الجوزي على البيت الأول ويروي ابن أبي الحديد في شرح النهج ج ١ ص ٣٦١ مصر أن مروان كان أمير المدينة فلما وصل إليه الرأس قال :
يا حبذا بردك في اليدين |
|
وحمرة تجري على خدين |
كأنما بات بعسجدين
ثم رمى بالرأس نحو القبر وقال يا محمد يوم بيوم بدر والخبر مشهور والصحيح أن مروان لم يكن أمير المدينة. وفي أقرب الموارد مادة (برد) البرد حب الغمام ويستعمل للأسنان الشديدة البياض، وفي آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ج ١ ص ٢٨٢ من شعر يزيد بن الطثرية قوله :
بنفسي من لو مر بنانه |
|
على كبدي كانت شفاء أنامله |
والبرد كما في تاج العروس ج ٢ ص ٢٩٨ السكون والفتور فكأنه أراد أن يكون قتله وإسكاته عن الحركة بيده وأنه الذي يضرج خديه بحمرة الدم، واستبعاد حضور مروان في الشام حينذاك يرده نص ابن جرير الطبري في التاريخ ج ٦ ص ٢٦٧ وابن كثير في البداية ج ٨ ص ١٩٦ كان مروان بن الحكم يسأل الجماعة الذين وردوا الشام مع العيال عما فعلوه بالحسين عليه السّلام.
(٤) تاريخ الطبري الجزء السادس ، والبداية لابن كثير ٨ ص ١٩٤ ، وأمالي الشيخ الصدوق ص ١٠٠ المجلس الواحد والثلاثون.
ويروي ابن نما في مثير الأحزان ص ٥٤ ، والخوارزمي في المقتل ٢ ص ٦٢ : إنّها فاطمة بنت الحسين (ع).