أخدم؟ قالت العقيلة لا عليكِ إنّه لَن يكون أبداً. فقال يزيد : لَو أردتُ لفعلتُ. فقالت له : إلاّ أنْ تخرج عن ديننا. فردّ عليها : إنّما خرج عن الدِّين أبوكِ وأخوكِ. قالت زينب : بدين الله ودين جدّي وأبي وأخي اهتديت أنت وأبوك إنْ كنت مسلماً. قال : كذبتِ يا عدوّة الله. فرقّت (عليها السّلام) وقالت : أنت أمير مسلّط تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك (١). وعاود الشامي الطلب ، فزبره يزيد ونهره وقال له : وهب الله لك حتفاً قاضياً (٢).
خطبة زينب (عليها السّلام)
قال ابن نما وابن طاووس (٣) : لمّا سمعت زينب بنت علي (عليهما السّلام) (٤) يزيد يتمثّل بأبيات ابن الزبعري (٥).
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل |
قد قتلنا القرم من ساداتهم |
|
وعدلناه ببدرٍ فاعتدل |
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لستُ من خندف إنْ لَم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل |
قالت (عليها السّلام) :
الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله
__________________
(١) ابن الاثير ٤ ص ٣٥.
(٢) تاريخ الطبري ٦ ص ٢٦٥.
(٣) ذُكرت هذه الخطبة في (بلاغات النّساء ص ٢١ طبعة النّجف) ، ومقتل الخوارزمي ٢ ص ٦٤.
(٤) عرفها الخوارزمي في مقتل الحسين (ع) : أنّ اُمّها فاطمة بنت رسول الله (ص).
(٥) هذه الأبيات نسبها السيّد ابن طاووس في اللهوف ص ١٠٢ طبعة صيدا : إلى ابن الزبعري وليست كلّها له ، فإنّ الخوارزمي في مقتل الحسين (ع) ٢ ص ٦٦ ، وابن أبي الحديد في شرح النّهج ٣ ص ٣٨٣ الطبعة المصرية الاُولى ، وابن هشام في السّيرة في واقعة اُحد : ذكروا ستّة عشر بيتاً وليس فيها ممّا ذكره ابن طاووس إلاّ الأول والثالث ، وكان عجز الثالث في روايتهم (وعدلنا مَيل بدرٍ فاعتدل). وفي رواية أبي علي القالي في الأمالي ١ ص ١٤٢ ، والبكري في شرحه ١ ص ٣٧٨ : (وأقمنا مَيل بدرٍ فاعتدل). وفي رسالة الجاحظ في بني اُميّة ضمن مجموعة رسائله : ابن الزبعري قال : لَيت أشياخي إلى آخر ثلاثة أبيات كما في اللهوف مع تغيير يسير.
وذكرها البيروني في الآثار الباقية / ٣٣١ طبعة الاُوفست : عدا البيت الرابع.